وبعد خروجه دنا الحاكم منها وقال لها: لقد كنت مخطئا إليك يا سينتيا، ولكني مستعد لإصلاح خطئي.
قالت: إني لا أسألك شيئا أيها اللورد لا لي ولا لولدك هذا. - ماذا تقولين؟ أهذا الغلام ولدي؟ - انظر إليه؛ فهو مثالك مجسما.
فأخذه اللورد بين يديه، فجعل يقبله بلهف ثم قال لها: حسنا يا سينتيا. إن ولدك سيكون غنيا قادرا؛ فإن لي مالا كثيرا بحيث أستطيع أن أهب منه مقدارا عظيما دون أن أجحف بحق ولدي الشرعي، فاعهدي إلي بولدي؛ فإني أربيه خير تربية وأجعله من الأشراف.
قالت: كلا. فإنه سيكون نوريا مثل أمه، ولا تستطيع أن تسلبني إياه؛ إذ تضطر إلى الاعتراف بزواجك من نورية، وهي فضيحة يجتنبها الأشراف.
قال: ولكن لماذا تؤثرين عيش التشرد؟ فهل تريدين أن تعودي إلى لندرا؟ فإني أقيمك في قصر وتعيشين أرفه عيش.
قالت: كلا. فإني أؤثر أن أكون ملكة في خيمتي الحقيرة على أن أكون عبدة في قصرك الفخم. - ولكن دعيني أنفع هذا الغلام بشيء. - كلا أيها اللورد. ولكن لي ما ألتمسه منك. - ماذا تريدين؟ - أريد أن تحمي طائفتنا التي يحميها الجميع. - أهذا كل ما تريدينه؟ - نعم. والآن أستودعك الله أيها اللورد؛ فقد أمرت أن يحسنوا ضيافتك وضيافة رفيقك جهد الإمكان.
ثم أشارت إليه أن ينصرف بجلال الملكات، فنظر إليها نظرة إعجاب، وقبل ذلك الطفل الذي لا يستطيع أن يعترف به وخرج، فلقي الطبيب فقال له: تعال فإني لا أريد أن أبقى دقيقة في هذا المضرب، وإذا مات جوادانا في الطريق سرنا إلى كلكوتا مشيا على الأقدام. •••
كان شمشون الجبار جالسا عند فراش جان كالكلب الأمين فلم يغمض له جفن في تلك الليلة، ولبث ساهرا يصغي إلى صوت تنفسات جان التي كانت تدل على أنه شديد التعب.
ثم سمعه يتنهد، واشتد صوت تنفسه؛ فوقف شمشون قلقا مضطربا.
وفتح جان عينيه فقال: إني ظمآن.
Página desconocida