Manuscritos de las Obras de Teatro de Abbas Hafez: Estudio y Textos
مخطوطات مسرحيات عباس حافظ: دراسة ونصوص
Géneros
الموقف الأول
شاترتون (جالسا فوق كرسي السرير الصغير يكتب فوق ركبته) :
إنها لا تحبني ولا ريب ... وأنا ... لا أريد أن أعرف إذا كنت أحبها أم لا ... إن يدي باردتان مقرورتان ... ورأسي يلتهب ... هذا أنا وحدي أمام عملي ... لا يهمني الآن ابتسامات الناس ولا حنانهم ولا تحياتهم ... إن تلك الرواية المضحكة قد انتهت ... إذن فلا تبدي في رواية أخرى بيني وبين نفسي فقط ... يجب الآن أن تكون إرادتي قوية حتى تغالب روحي وتحبسها في جثتي ... يجب أمام شاترتون المريض ... شاترتون الذي يرتعش من البرد ... شاترتون الجائع ... أن تضع إرادتي شاترتون آخر يعمل على تسلية الجمهور بأشعاره ... يجب أن يصف شاترتون الثاني شاترتون الأول ... يجب أن يصف الشاعر حال الشحاذ المتسول، هذا هو الشعر الذي يمكن أن يقبل ... فإما نسليهم وإما نجوع ... إما نلهيهم بالقصائد الجائعة وإما نظل على جوعنا فنموت ... لا بد من أن نفتح قلوبنا فنضعها فوق مائدة المزاد للبيع كالدواليب ... فإذا كان بها جروح فخير لها ... أنها تشترى إذ ذاك بثمن طيب مقبول ... (ينهض)
انهض يا خلقة الله! ... أبدع في رسم صورتك وأنت في هذه الحال ... (يضحك ويتمشى ثم يعود إلى مجلسه، وإذ ذاك تدق هناك ساعة حائط قديمة نصف ساعة دقتين متواليتين)
لا ... لا ... إن الساعة تداعبك ... إنها تمزح معك ... اجلس واشتغل أيها الشقي! أنت تضيع وقتك بالتفكير ... ليس لك إلا فكرة واحدة ... وهي أنك فقير ... هل سمعت ... أنت فقير ! ... كل دقيقة تضيع في التفكير تطير منك ولا تعود ... إنها دقيقة عقيمة لا نفع منها ... آه ... ابتعد عني ... ابتعد عني أيها الكسل ... إني أتوسل إليك ... لا تقترب مني فتجهز علي ... أعطني ظهرك ... انطلق عني ... فإن اسمي وسكني قد اكتشفا ... وإذا طلع علي الغد ولم أتم هذا الكتاب ... فقد ضعت ... نعم ضعت ... ولا أمل في صلاحي ... إذن يقبض علي ... ثم أحاكم ... فيحكم علي ... ثم أقذف في غيابة السجن ... يا للعار! ... يا للعار! ... (يكتب)
وإذن فلن تحبني هذه المرأة الشابة بعد ذلك؟ ... ولكن لماذا أعود إلى التفكير في هذا؟ (سكون طويل)
إن عندي قليلا من الزهو يضطرني إلى التفكير فيها ... ولكن ألم يتساءلوا علام الزهو والكبر من مثلي؟ وبماذا أزهي وأتكبر؟ وأنا ليس لي مكان بين الناس ولا شأن ولا قدر ... ولا مقام ... ولكن الذي لا ريب فيه أن إبائي الطبيعي يفيدني ... إنه يصرخ في أذني دائما ألا أنحني لإنسان أو أتذلل لمخلوق في الأرض ... ولكن لمن ننحني في هذا العالم ونذل ... ننحني للنساء ... نحن نضع كل شيء أمامهن ... يا للمخلوقات الضعيفات ... إنهن ليجلسن فوق عروش القلوب ... ومع ذلك إن النساء يحببن الذي لا ينحني لإنسان في العالم ... وبحق السماء إنهن على حق ... إذن فلن تراني يوما محني الرأس ... آه ... ليتها كانت تحبني! (يسترسل في حلم طويل ... ثم ينتبه بشدة)
إذن فلتكتب إيها الشقي المنكود! أظهر كل قوتك ... ولكن لماذا هي ضعيفة إلى هذا الحد؟ ما بالها لا تستطيع أن تنظر إلى هذه الروح المتمردة التي تثيرها وتهز فؤادها ... إني أراها تهرب دائما عند وجود روحها ... أواه ... أيتها الروح ... أيتها السيدة المتحكمة في الجسم ... المسيطرة على البدن ... أيتها النفس الأبية الجموح ... أترتعدين من هذه الرياح الباردة التي تنفذ إلى حجرتك الحقيرة المتهدمة؟ ... أيها الإنسان الأبي المتكبر، أتكفي لفحة من الهواء البارد المقرور لهزيمتك؟ (يضع غطاء سريره فوق كتفه)
الهواء البارد المقرور! ها هو ذا ينشر فوق النافذة غشاء أشهب ناصعا كالكفن الأبيض ... لقد كان كذلك فوق نافذة أبي ليلة وفاته (تدق الساعة دقة ثلاثة أرباع الساعة)
هذه هي الساعة تدق ثانية ... إن الوقت يستحثني ولم أكتب شيئا بعد ... (يقرأ)
Página desconocida