Maquinaciones de Amor en los Palacios de los Reyes
مكايد الحب في قصور الملوك
Géneros
تنقل الشمس في أبراجها انطلقت
هورتنس من بلد تجري إلى بلد
ونحونا أقبلت تغزو بمقلتها
كل القلوب فلا تبقي على أحد
وفي هذا الوقت كان جمالها الرائع قد بلغ أوج كماله فجلت به على جميع أترابها والمنافسات لها من المحظيات المشهورات في الحسن، كدوقة بورتسوث ودوقة كليفلند وغيرهما. وعلاوة على جمالها المنقطع النظير كانت ذات براعة ونباهة شأن وسرعة خاطر نادرة ساحرة، وبهذا كله خلبت العقول وسلبت القلوب، واستعبدت أكبر رجال إنكلترة وأعظمهم شأنا. حتى إن سنت أفرموند صرح جهارا بكونه عبد رق لها، وبأن أكبر شرف يناله في حياته أن يتاح له أن يراها كل يوم، وأن يكون كاتم أسرارها وشاعرها وحامي ذمارها. وعد الملك تشارلس وجودها معه الوسيلة الوحيدة لجعله أسعد الناس حالا وأنعمهم بالا. وهذا الافتتان بها - وهو أشبه شيء بالجنون - صحبه إلى قبره، ويظهر أنها انغمست في كل ما كان في بلاط الملك من الخلاعة والتهتك والدعارة وغيرها من مفسدات الأخلاق. وانقادت على الخصوص إلى رذيلة القمار انقيادا ضحت في سبيله بكل شيء، وصارت تقضي الليالي جالسة إلى مائدة المقامرة من المساء إلى الصباح، وكثيرا ما كانت خسارتها تبلغ ألوفا من الجنيهات. ولما خسرت كل ما عندها من النقود، واشتدت حاجتها إلى الدراهم، استعانت بزوجها، فأبى أن يساعدها وقال لها إن أفضل شيء تفعله هو أن تعلن إفلاسها.
وكانت في هذا الوقت قد ناهزت سن الأربعين وصارت جدة، ولكن جمالها كان باقيا في ريعان بهائه وإشراقه، وبه ظلت محاطة بالمحبين والعشاق وبينهم الشفاليه دي سواسون ابن أختها أولمبيا. هذا الشاب أولع بهوى خالته، وبلغ من شدة شغفه بها وغيرته عليها أنه دعا مناظره في هواها إلى البراز، وكان من أعيان نروج، واسمه البارون دي بارير، فأصابه بجرح بالغ أرداه بعد أيام. وهذه الكارثة راعت هورتنس، فظلت أسابيع في غرفتها لا تقابل أحدا وهي مرتدية ثياب الحداد، وعازمة أن تقضي أيامها في دير. ولكن هذا العزم لم يلبث أن زال، وعادت هورتنس إلى ما كانت عليه من الانصباب على القمار وغيره من الرذائل الشائعة المستفيضة في البلاط.
وزادت على الانغماس في القمار الإيغال في السكر، فأفرطت في تعاطيه حتى عبث بصحتها وهد أركان قوتها، فلفظت نفسها الأخير وهي في الثالثة والخمسين. وكانت قد قضت الأسبوع قبل وفاتها لم تذق فيه سوى المسكر. وعندما نعيت إلى زوجها الدوق دي مازارين نقل جسدها إلى فرنسا، وكان يأخذه معه في تجواله من مكان إلى آخر.
التاج في سبيل الحب
من يزر مكتبة جامعة لوند في أسوج ويهمه الوقوف على بعض الأمور العجيبة الغريبة يجد فيها رزمتي رسائل غرام تحتويان على ما يعد من أهم المكتوب في هذا الموضوع. وعلى مر السنين والأيام حال بياض ورق الرسائل إلى صفرة قائمة يعلوها الغبار، وفي كثير منها خفي سواد الحبر فأصبح مطموسا تكاد العين لا ترى الحروف المكتوبة به. ومع أن الأنامل التي تحركت في تسطيرها قد شلها الردى وحولها إلى تراب، فإن كلماتها لا تنفك تختلج بعامل الحب الذي أوحى بها منذ أكثر من مائتي سنة. وفي كل صفحة منها وصف شائق شامل لجميع الأدوار التي تتقلب فيها حوادث الحب والغرام. فمن قطيعة وصد ويأس إلى تلاق وتواصل وتشاك وتباك، ومن غيرة وتظلم وتنافر إلى مصالحة ومسالمة ومسامرة ومنادمة، وغيرها من الأمور التي ربطت قلبي هذين العاشقين برباط الحب المتين، وفي سبيله ضحى أحدهما بحياته وبذل الآخر حريته وتاجه. •••
ولدت صوفيا دورثيا - بطلة فاجعة من أعظم فواجع الحب في تاريخ البشر - في قلعة سل (في ألمانيا) في يوم من شهر سبتمبر سنة 1666، وهي ابنة جورج وليم دوق سل من زوجة غير شريفة المحتد اسمها إليونور دولبروز ابنة مركيز فرنسوي، كانت على جانب عظيم من الحسن والجمال. ومع ولادتها في قصر ملكي وكون أبيها كبير أسرة برونسويك لونبرغ العريقة في المجد والشرف فإن أنسباءها وذوي قرباها وأصحاب الشرف الأسمى والمقام الأسنى أنكروها وتبرءوا منها، وكان أشدهم ازدراء لها واستهزاء بها الدوقة صوفيا زوجة إرنست أغسطس أخي دوق سل، وجدة جيمس الأول ملك إنكلترة.
Página desconocida