Colección de Epístolas del Imam Zaid bin Ali
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
Géneros
فأما بنو إسحاق فقد قص الله عليكم نبأهم لتتعظوا بذكرهم، وهما هاتان الطائفتان اللتان ذكر الله في الكتاب فقال: ?وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين?[الأنعام: 155 - 156].
فأما بنو إسماعيل فهم أميون لم يكن لهم كتاب، ولم يبعث فيهم غير محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فبعثه الله على ملة إبراهيم صلى الله عليه ونسبه إلى إبراهيم وجعله أولى الناس به حين بعثه ، وبينه وبين إبراهيم ما شاء الله من القرون، فقال: ?إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين?[آل عمران: 68]. [و]جعله الله تبارك وتعالى خاتم النبيين وأرسله إلى الناس كافة، فليس كل من آمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم من بني إسماعيل، كما ليس كل من اتبع موسى وعيسى عليهما السلام من بني إسحاق صلى الله عليه.
وإنما وصفت لك هذا لتعرف أنه لا يستقيم لمن خالف آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أهل هذه القبلة أن يقول: نحن أهل صفوة الله - حين ذكرها في الكتاب - دون آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولابد لهم إن خالفوا آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يكونوا أهل هذه الآية - التي ذكر الله تعالى فيه الصفوة - دون آل محمد، أو يكون آل محمد أهلها دونهم.
فافهم ما ذكرت لك فإن الله تبارك وتعالى قال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: ?هذا ذكر من معي وذكر من قبلي?[الأنبياء: 24].
Página 97