Colección de Epístolas del Imam Zaid bin Ali
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
Géneros
ولم تكن الدعوة إلا لذرية إسماعيل، قال الله عز وجل في قول إبراهيم: ?ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون?[إبراهيم: 37]، فهم الذين لزموا الحرم من ذرية إبراهيم حتى انتهت إليهم دعوته، فبعث الله تبارك وتعالى منهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجعل منهم أمة مسلمة، قال الله جل ثناؤه: ?وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا?[البقرة: 143]. والوسط: العدل. قال تعالى: ?قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون?[القلم: 28]، وقال تعالى: ?وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه?[إبراهيم: 4]، وقال: ?وما كان الله ليضل قوما بعد إذا هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شيء عليم?[التوبة: 115].
ثم بعث الله جل ثناؤه محمد صلى الله عليه وآله وسلم بلسان قومه وجعله رسولا إلى من ليس على لسان قومه، قال الله تبارك وتعالى: ?قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا?[الأعراف: 158]. وكانت الأمة المسلمة - في دعوة إبراهيم وإسماعيل - من اتبع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قريش وهاجر معه وتعلموا الكتاب والحكمة وبلغوا القرآن منه بلسانه وألسنتهم.
وكان لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أهلا وذرية دون قومه، فآمنوا به وصدقوه واتبعوه، وذكر الله الأنصار ينصرهم واتباعهم، وجعل باب الهجرة والإيمان إليهم وإلى بلدهم.
Página 115