Colección de libros y cartas del Imam Husayn ibn Qasim Al-Ayani
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Géneros
قيل له ولا قوة إلا بالله: أنكرنا ذلك من ثلاثة أوجه:
أحدها: أنك قايست ما لا يقاس، لأنك قايست اتصال خيوط الإبريسم(1) بآلة الحوك وتحريك الصانع لها، وإظهار ما يريد تحريكه الفلك والمخلوقين، فهذا مالا ينقاس عند ذوي الألباب، لأن الخيوط متصلة بآلة الحوك غير مباينة لها، والنجوم مباينة (2) للمخلوقين، وغير متصلة بأجسامهم، وحركتها غير متصلة بهم، إذ كل منهم منفرد بذاته، ولو أحدثت حركة النجوم في العالم حكمة، لجاز أن تحدث من تحريك الصانع لجوارحه في الحوك صورة مختلفة بغير ملامسة، لأنه إذا جاز عندك أن يتحرك النجم بنفسه فتفعل(3) حركته في العالم صورا، جاز لحائك الإبريسم وهو بعيد عنها، كما جاز للنجم ذلك في (4) الصور وهو باين منها، فهذا وجه (5) يبطل فيه قياسهم.
والوجه الآخر: أنك زعمت أن الفلك إن دار على المصنوع بنحس فسد ولم يتم، وإن دار عليه بسعد تم وصلح ولم يفسد، ووجدنا الأمر بخلاف ما ذكرت، وذلك أنا نظرنا إلى الأحمال أحمال الإناث (6) من الإنس والبهائم والطير والأشجار وما لا يحصيه إلا الله عز وجل من الحيوان (7)، ربما لم يتم وربما تم في حال دور السعود التي زعمتم أنه يتم في حال دورها، ووجدناه ربما تم وربما لم يتم في حال دور النحوس التي زعمتم أنه لا يتم فيها، وما كان من ذلك فبإذن الله وتقديره، مما سنذكره إن شاء الله تعالى، من بيان صنع الله فيهما، وفساد قول من زعم أنها قديمة الحركات إلى ما لا نهاية له.
والوجه الثالث: أنها في أنفسها مخلوقة أبان الله صنعه في إيجاده إياها.
فإن قال: - وهو قائل لا شك - وما ذلك على أنها مخلوقة؟
Página 173