Colección de libros y cartas del Imam Husayn ibn Qasim Al-Ayani
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Géneros
ودليل آخر
أن الفاعل لا يكون إلا (1) موجودا قبل المفعول، وقد وجدنا هذه الطبائع مع وجود المحدثات (2)، فعلمنا أن حال المحدثات سواء، إذ وجدن في حال واحد وعدمن في حال واحد، لأن الطبيعة لا توجد قبل الجسم، والجسم لا يوجد قبل الطبيعة، والطبيعة فإنما هي عرض، والأعراض على وجهين:
فمنها: أعراض حادثة بعد حدوث الجسم.
ومنها: أعراض مع الجسم لم تسبقه ولم يسبقها.
والأعراض فلا تسبق الأجسام أصلا، ولا تنفصل بأعيانها أبدا.
فأما الأعراض التي حدثت مع الجسم فمثل الطبائع الأربع: الحر والبرد واليبس والرطوبة، ومثل الاجتماع والطول والعرض والحركة والسكون، لأنه قد يستحيل أن يوجد جسم ليس برطب ولا يابس، وكذلك يستحيل أن يوجد جسم ليس بمتحرك ولا ساكن، ويستحيل أن يوجد جسم ليس بحار ولا بارد، فمن هاهنا قلنا: إن هذه الطبائع أصلية لم تحدث بعد الجسم، ولها علل تنقل (3) وتصرف يطول شرحها.
وأما العلل التي يمكن أن تحدث بعد حدوث الجسم فمثل أن يكون ساكنا فيتحرك فتحدث الحركة، أو يكون الجسم مجتمعا فيفترق فيحدث الافتراق، أو يكون طويلا فيقصر(4) فيحدث القصر، ومثل الأعراض الحادثة في الحيوان بعد عدمها.
- - -
باب الرد على عبدة النجوم
قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم بن علي عليهما جميعا السلام(5): فإن رجع إلى قول أصحاب النجوم فقال: وما أنكرتم من أن تكون هذه الأشياء تصورت بدور(6) الفلك وحركات النجوم، والفلك متصل بالعالم كاتصال خيوط الإبريسم بآلة الحوك، فإذا دار الفلك على المصنوع بسعد تم وصلح، وإن دار عليه بنحس فسد ولم (7) يتم، كما إذا حرك الصانع آلة الحوك الملائمة السدى واللحام، أظهر في الحوك ما أراد من صورة، إما رأس طائر وإما جناحه؟
Página 172