Colección de libros y cartas del Imam Husayn ibn Qasim Al-Ayani
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Géneros
قيل له ولا قوة إلا بالله: أإن العلة لازمة بغير إرادة المعلول، وما كان بغير إرادته فلم يقصده، وما كان غير مقصود فلم يعمده، وما كان غير معتمد لم يخل من أن يكون قديما أو محدثا، فإن كان محدثا فالمحدث له لا يخلو من أن يكون عنه جاهلا مضطرا إلى الجهل، أو ربا عالما بالفعل، فإن كان هذا الصنع من علة بغير قصد ولا مشيئة فهذا محال، لأن العلة لا توجب حكمة بالغة، ولا نعمة سابغة، لأن العلة ضرورة بني عليها المعلول، وليست توجب حكمة عند أهل العقول، وما كان مضطرا فهو ممنوع من الاختيار، وما كان ممنوعا ملجأ إلى الاضطرار، فصانعه بخلافه في جميع الأمور، بفضل الفاطر على المفطور، وأن هذا الصنع من رب عالم صنعه بعلمه واختياره، وأوجبه بقوته واقتداره، وجاد على البرية بإظهاره واقتهاره(1)، غير مضطر إليه، ولا مكره بالعلل عليه، فذلك مجري العلل في المعلولات، وصانع جميع المصنوعات، وفاطر الأرض والسموات.
مسألة
فإن قال: فهل الإرادة الله نهاية؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: اعلم أن الإرادة هي الفعل وللفعل نهاية وغاية، والفرق بين (2) إرادة الله وإرادة خلقه أن إرادة المخلوقين خواطر، وإرادة الله سبحانه أجسام موجودة بصفاتها، وبدائع تعرف بجهاتها (3).
مسألة
فإن قال: ما الفرق بين فعل الله وفعل خلقه؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: الفرق بين ذلك أن فعل الله ابتداع واختراع، وفعل العباد حركات وسكون واعتقاد، وأفعال العباد بآلاتهم وهي أعراض متعلقة بأجسامهم، وأفعال الله غير (4) متعلقة بذاته.
مسألة
فإن قال: أخبرني كيف خلق الله الخلق؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: هذه المسألة تشتمل على وجوه كثيرة:
فمن ذلك أن يكون السائل أراد بقوله: كيف خلق؟ أي كيف أسعده الخلق وتهيأ له.
Página 191