Colección de libros y cartas del Imam Husayn ibn Qasim Al-Ayani
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Géneros
ومحبة الله هي: رضاه ورضاه محبته، ومحبته ثوابه، وبغضه غضبه، وغضبه عقابه، وكراهته نهيه، لا غير ذلك، وهذه صفات تكون لله فعلا، وتكون للمخلوقين بخلاف ما هي لله أعراض علل في المعلولات، لأن إرادة المخلوقين إهتشاش قلوبهم، ومحبة نفوسهم قبل فعلهم، وكراهتهم ومحبتهم مختلجان (1) في صدورهم، وحاش لله أن يوصف بصفات خلقه، والشهوة والكراهة بغيتان ضروريتان، وحاش الله (2) أن يكون مضطرا إلى شيء أو مبنيا عليه.
مسألة
فإن قال: فما دعاه إلى أن يخلق؟!
قيل له ولا قوة إلا بالله: كلامك هذا فاسد محال، لا يجوز على الله سبحانه، لأنه لم يزل عالما بلا داع خطر، لأن الخاطر الداعي من صفات الجهال المخلوقين، الذين يذكرون بعد (3) النسيان، والناسي لا بد له من مانع منعه، وهو الله الذي فطره على الضعف وصنعه.
مسألة
فإن قال: فأيهما أكثر، إقامته قبل أن يخلق، أم إقامته بعد أن خلق؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: هذه مسألة محال، لا يصح بها اعتقاد ولا مقال، لأن الإقامة من صفات المخلوقين، وليست من صفات رب العالمين، والإقامة فإنما هي الحركة (4) والسكون.
مسألة
فإن قال: أخبرني عن الله لم لم يخلق خلقه قبل أن يخلقهم؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: هذه مسألة تستحيل، ولا تثبت عند أحد من أهل العقول، لأنك قلت: يخلق الخلق قبل أن يخلقه، فأوجبت أن قبل الخلق زمانا مقدما، والله خالق الزمان والمكان، والحين والأوان، وهو الأول الذي لا قبل لأوليته ولا كيف لأزليته، كان في حال القدم قبل (5) بريته، ولا عقل ولا معقول سواه، ولم يكن معه أزمنة ولا شهور ولا ساعات، ولا أمكنة ولا أوقات، ولا علم ولا معلوم، ولا فهم ولا مفهوم، ولا وهم ولا موهوم.
مسألة
فإن قال: خلق الله بعلة (6) أو بقصد وإرادة؟
Página 190