============================================================
المبحث الأول/ العقيدة الإسلامية بين التنزيه والتجسيم وقدرد الإمام مالك بن أنس (ت/179ه) صاحب المذهب هذه الروايات كلها، ولم يرو شيئا منها في "الموطأ" الذي يعد أول كتب الحديث تدوينا، إلا ما كان من حديث النزول وقد أوله بنزول الملك بأمر الله تعالى(1)، وأنكر إنكارا شديذا على من يرويها، ونهى عن التحدث بها، واتهم آبا الزناد بوضعها، وفي ذلك قال الحافظ الذهبي: اقال ابن القاسم: سألت مالكا عمن حدث بالحديث، الذين قالوا: "إن الله خلق آدم على صورته"، والحديث الذي جاء: "إن الله يكشف عن ساقه"، وأنه: "يدخل يده في جهنم حتى يخرج من أراد"(2). فأنكر مالك ذلك إنكارا شديدا، ونهى أن يحدث بها أحد(2).
فقيل له: إن ناسا من أهل العلم يتحدثون به، فقال: من هو؟ قيل: ابن عجلان(4) عن أبي (1) كما نقل الحافظ ابن عبد البر في "التمهيد لما في موطأ الإمام مالك من المعاني والأسانيد" (143/7)، والإمام النووي في "شرح مسلم" (36/6)، والحافظ الذهبي في "اسير أعلام البلاء"(105/8) (2) لم أجد هذا الحديث في كتب الحديث المعتبرة، والذي ورد في الحديث أنه يدخل قدمه في النار، وقدرده بعض العلماء - كما مر من كلام الإمام الحافظ بدر الدين ابن جماعة في " إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل" (ص /162) - وأوله الإمام الحافظ ابن حبان في صحيحه (502/1) بالموضع الذي يلقي الله فيه الكفار في النار فتمتليع بهم، لا أنه يدخل قدمه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
(3) نهي الإمام مالك عن التحديث بأحاديث التجسيم والتشبيه يرجع إلى آنها مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ وليس أنها صحيحة ولا يحدث بها من باب (حدثوا الناس بما يعقلون)!!1 4) قال عنه الحافظ الذهبي في "المغني في الضعفاء" (2/ 213): "محمد بن عجلان إمام مشهور وثقه أحمد وابن معين، وروى عنه شعبة ومالك ويحيى القطان، وغيره أقوى منه. قال الحاكم: أخرج له مسلم في كتابه ثلاثة عشر حديثا كلها في الشواهد، وقد تكلم المتأخرون من أثمتنا في سوء حفظه قلت: وقل ما روى عنه الثلاثة المذكورون. وقال القطان: كان مضطربا في حديث نافع، وكان يحدث عن سعيد عن آبيه عن أبي هريرة، وعن رجل عن أبي هريرة، فاختلط عليه فجعلهما عن أبي هريرة (0.). قلت [أي الذهبي): وذكره البخاري في كتاب "الضعفاء" له.4
Página 84