============================================================
المطلب الثاني) التجسيم عند أهل الحديث والغلاة من الشيعة وذلك لما قدمته من الأدلة العقلية والنقلية.
أما النقلية، فقوله تعالى: لأملأن جهنم من الجنة والناس أجموين} [هود/ 119]، وقال: لأمنلأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجموين (ص /85]، وهذا صريخ في رد من زعم أنه قدم الرب تعالى وتقدس عن ذلك(1)، فلا جواب عنه إلا بالرد إلى التأويل(2) آو رد ذلك الحديث.
وأما العقلية، فلأن الجنة والنار جمادان فكيف يتحاجان؟! سلمنا أن الله تعالى خلق فيهما حياة فقد علما آن آفعال الله كلها صواب وحكمة، فكيف يتحاجان؟! سلمنا آنهما لم يعلما ذلك، فالرب تعالى عالم بمقدار أهل الثواب والعقاب، فما فائدة توسعة تحوج إلى إنشاء خلق إن وضع القدم؟ سلمنا آنه يفعل مايشاء فهو قادر على آن يفي تلك السعة ولا يحتاج إلى وضع القدم. سلمنا أنه لم يشا ذلك فيلزم آن تخمد النار ويزول العذاب عن أهلها آو آن تعمل النار في القدم عادتها تعالى الله عن ذلك وتقدس. سلمنا آن العذاب يبقى ولا تؤثر التار، فالتار إنما سالت المزيد من مستحقي العذاب لا المزيد من القدم الذي زعموه! فبان بكل ما ذكرناه لزوم آحد التأويلين لا محالة"(3).
ونسبوا إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال: "فياتيهم الجبار في صورة غير و و و وو صورته التي رأوه اول مرة فيقول: اناريكم، فيقولون: أنت رينا، فلايكلمه إلا الأنبياء فيقول: ره وبو هل بينكم وبينه اية تغرفونه؟ فيقولون: الساق، فيكشف عن ساقه، فيشجدله كل مؤمن ..."(4) (28 (1) ومما يرد ذلك أيضا، قول الله تعالى: لؤكا هؤلاه *الهة ماورد وهتا [الأنبياء /99].
(2) كما فعل الامام ابن حبان اليستي، حيث أول هذا الحديث في صحيحه (502/1) بالموضع الذي يلقي الله فيه الكفار في النار فتمتلئ بهم.
(3) ابن جماعة، إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل (ص/162).
4) رواه البخاري في صحيحه (129/9) (رقم/7439). ورواية "ساقه" هي رواية شاذة غير محفوظة وقدردها الحافظ الإسماعيلي، وقال: "لا يظن أن الله ذو أعضاء وجوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين تعالى الله عن ذلك ليس كمثله شيء". نقله عنه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري شرح صحيح البخاري"(664/8) وأقره على ذلك، والحديث بأكمله رده الإمام مالك كما سيأتي
Página 83