Maghanim
المغانم المطابة في معالم طابة
Editorial
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
Géneros
الأنْصَار شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الأنْصَار، ولولا الهِجْرَةُ لكُنْتُ امْرَءًا مِنَ الأنْصَار" (^١).
وهذان اسْمانِ سَمَّى بِهما رَسُول الله ﷺ أصحابَه، لَمْ يُسَمَّ بِهِما أحَدٌ قَبْلَ ذلك. قال الكُمَيْتُ:
في طَلَقٍ مِيحَ للأوس (^٢) والخَزْ … رَجِ ما لا تَضَمَّنُ القُلُبُ
مَجْدُ حياةٍ وَمَجْدُ آخِرَةٍ … سَجْلان لا يَنْزَحانِ ما شَرِبُوا
واسْمٌ هُوَ المُسْتَفَادُ لا النَّبْزُ الـ … ــــكاذِبُ مَنْ قالَهُ ولا اللقَبُ
لا مِنْ تلادٍ ولا تُراث أبٍ … إلَّا عَطاءَ الذي لَهُ غَضِبُوا (^٣)
يقول: كانت هجرة رَسُول الله ﷺ في وجه رزق الله ﷿ فيه الأوس والخَزْرج، فَمَنَح لهم مَجْدَ حياةٍ ومَجْدَ آخِرَة لم يُمَحْ لهم الماء الذي يَخْرُجُ مِنَ القُلُبِ. مثَّل المَجْدَ الذي أعطاهُ الله ﷿ الأنْصَار فصارَ فخرًا لَهُم في الدنيا وَذُخْرًا لَهُم في العُقْبى، وَهُوَ مَجْدُ حَيَاةٍ ومَجْدُ آخِرَةٍ سَجْلانِ لا يَنْزَحان. والسَّجْلانِ: الدَّلوانِ العَظِيمان، جَعَلَهُ مِثالًا لِذلك. ولا ينزحانِ: لا ينفدان. ثُمَّ قال: اسْمٌ هو المستفاد، ليس بنَبْزٍ ولَقَبٍ كاذِبٍ، ثُمَّ هو اسْمٌ حَقٌّ؛ أَرَادَ أنَّهُم سُمُّوا الأنْصَار لِنَصْرِهم رَسُولَ الله ﷺ، وَلَيْسَ هذَا الاسْمُ مِنْ تلادٍ ولا تُرَاثٍ لكن عطاء الله ﷿، لأنَّهُم غَضِبُوا لله تعالى فَأعطَاهُمُ الله ﵎ ذلك
= وعيبتي". أخرجه البخاري، في فضائل أصحاب النبي ﷺ، باب قول النبي ﷺ: "اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم"، رقم: ١٠٨٣. ومسلم، في فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار ﵃، رقم: ٢٥١٠.
(^١) من حديث أبي هريرة ﵁. أخرجه البخاري، في فضائل أصحاب النبي ﷺ، باب قول النبي ﷺ: لولا الهجرة لكنت امرءًا من الأنصار، رقم: ٣٧٧٩.
(^٢) في الأصل: (في طلق وجه ميح فيه الأوس) وهو خطأ، إذ لا يستقيم الوزن، والصَّواب ما أثبت من الديوان وشرح الهاشميات.
(^٣) ديوانه ٤/ ٢٠١، شرح هاشميات الكميت ص ١١٦.
1 / 325