230

Las llaves en la explicación de las lámparas

المفاتيح في شرح المصابيح

Editor

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

Editorial

دار النوادر

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Ubicación del editor

وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية

Géneros

الله تعالى، حيث لم يَرغب في رحمة بالاشتغال بالخيرات، " ﴿وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى﴾ "؛ أي: كذَّب بكلمةِ الشهادةِ والنبيِّ والجنةِ والحسابِ " ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ﴾ "؛ أي: فسوف نجري عليه " ﴿لِلْعُسْرَى﴾ "؛ أي: للكفر والشرك، ومراد النبي ﵇ من إيراد هذه الآية في هذا الحديث: قولُ الله تعالى لأبي بكر: ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾، ولأُبي بن خلف وأخيه: ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾.
فإن قيل: إذا أراد بقوله: ﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ﴾ أُبي بن خلف وأخاه لِمَ لَمْ يقل: بَخِلَا؟
قلنا: وحَّد الضمير في (بخل) وما بعده للفظة (مَن)؛ لأن (مَن) لفظٌ يجوز إجراؤُه على الواحد والتثنية والجمع، ولفظه واحد.
روى هذا الحديثَ عليُّ بن أبي طالب ﵁.
* * *
٦٥ - وقال: "إنَّ الله - تعالى - كتبَ على ابن آدمَ حظَّهُ مِنَ الزِّنا، أدركَ ذلكَ لا محالةَ، فزِنا العين النَّظر، وزِنا اللِّسان المَنْطقُ، والنَّفسُ تتمنَّى وتشتَهي، والفَرْج يُصدِّقُ ذلك أو يُكَذِّبُه".
وفي روايةٍ: "الأُذُنَانِ زِناهُما الاستماعُ، واليدُ زِناها البَطْشُ، والرِّجلُ زِناها الخُطا"، رواه أبو هريرة ﵁.
قوله: "كتبَ على ابن آدم"، هذا يحتمل أمَرين:
أحدهما: أن يكون معنى (كتب)؛ أي: أَثبتَ فيه الشهوةَ، وركَّب فيه الميلَ إلى النساء، وخلق فيه الأعضاءَ التي تجد لذةَ الزِّنا، كالعين والأذن وغير ذلك.
والأمر الثاني: أن يكون معناه: قَدَّرَ في الأزل أن يجريَ على ابن آدم الزِّنا،

1 / 186