229

Las llaves en la explicación de las lámparas

المفاتيح في شرح المصابيح

Editor

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

Editorial

دار النوادر

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Ubicación del editor

وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية

Géneros

فإن العملَ الصالحَ لا يُغير قضاءَ الله تعالى، وكذا العمل القبيح.
قوله ﵇: "اعملوا؛ فكلُّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ": فالتنوين في (كلٌّ) يدل على المضاف إليه؛ أي: فكلُّ واحدٍ يجري عليه من الأفعال ما قُدِّرَ له من الخير والشر، كما أن الأرزاقَ تأتي عليهم بَقْدرِ ما قُدِّرَ لهم؛ يعني: أنتم عَبيدٌ، ولا بد لكم من العبودية، فلا تتركوا العبودية؛ فإن الله تعالى إذا رزقَكم الإسلامَ يرزقكم العملَ الصالحَ ويُيسِّره عليكم.
قوله: "فسيُيَسَّر"، السين: للاستقبال، (ويُيَسَّر): مضارع مجهول، من التيسير.
الشقاء والشقاوة: كلاهما بفتح الشين، والشَّقوة - بكسر الشين - كلها مصادر، ومعناها واحد، وهو ضد السعادة.
قوله: " ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى﴾ إلى آخر الآية"؛ قال ابن مسعود ﵁: نَزلت هذه الآيةُ في أبي بكر الصدَّيق ﵁، وأمية بن خلف وأُبي بن خلف حين عذَّبَا بلالًا على إسلامه، فاشتراه منهما أبو بكر الصدَّيق ﵁ ببُردٍ وعشرِ أواقٍ من ذهبٍ، فأعتقَه، و(الأواقي) جمع: أُوقية، وهي أربعون درهمًا.
قوله: " ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى﴾ "؛ أي: أعطى الزكاةَ، والصدقاتِ، " ﴿وَاتَّقَى﴾ "؛ أي: اجتَنبَ الشركَ.
" ﴿وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى﴾ "؛ أي: بكلمة الشهادة، وقيل: بالجنة: وقيل: بالثواب؛ يعني: أَيقَنَ أن الله تعالى سيعطيه ثوابَ عتقِ بلال، وما يعطي من الزكاة والصدقات.
" ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ﴾ "؛ أي: فسوف نُسهِّل عليه " ﴿لِلْيُسْرَى﴾ "؛ أي: للعمل الصالح، وسوف نُوفَّقه للخيرات؛ يعني به: أبا بكر " ﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ﴾ " بالزكاة والصدقات والإعتاق ودخول الناس في الإسلام، " ﴿وَاسْتَغْنَى﴾ "؛ أي: علمَ نفسَه مستغنيًا عن

1 / 185