واعلم أنه لا يصح للإمامية أن تجعل من كلام الأئمة مطلق ومفيد وعام وخاص ومجمل ومبين وغير ذلك من أبواب أصول الفقه من باب الترجيحات والحقيقة والمجاز لأن كلام الأئمة وارد مورد البيان لكل غامض والمفتاح لما انفلق ، ولأنه يلزم منه وجود معصومين آخرين غير التسعة يبينوا لنا كلام الأئمة من مطلق ومفيد..إلخ وهكذا هلم جر .
واعلم أخي القارئ أن الإمامية ادعت لأئمتهم على حد زعمهم ما لم تدعه الأئمة لأنفسها ؛ فقد ادعوا أن القرآن لا يعلم تفسيره إلا الأئمة ، ولهذا فلا يصح أي تفسير ما لم يكن صاحبه معصوم ، لماذا لا يفسر القرآن إلا المعصومون فقط والقرآن نزل بلغة عربية وهو مشتمل على اللغة والبلاغة والصرف ومعرفتها لا تحتاج إلى عصمة والمشركون العرب فهموا القرآن فهما جيدا حتى قال أحدهم في وصف القرآن بأن عليه لحلاوة ..إلخ من دون عصمة ، أما أسباب النزول فيكفي في معرفة صحتها العدالة والضبط ، فأهل البيت عليه السلام ليسوا شرطا أساسيا لفهم القرآن وإلا فهل تكليف الله لنا بتدبر القرآن مرتفع لغياب المعصوم سواء كان سبب غيابه نحن أم لا (1) .
Página 60