Con los Árabes: En la Historia y la Mitología
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
Géneros
فتلا كلامه صمت ثقيل، فأدرك أبو حمزة أنها بنت، وتقلص وجهه من الغيظ.
فقال صعصعة: أوتدفن ابنتك حية؟
فجاءه جواب أبي حمزة: وما أصنع بالبنات، وعندي منهن سرب، وأنا فقير والسن قد قطعت بي شوط الشباب كما ترى؟ ولئن كنت أنت حفيا بهذه الوليدة فاشترها مني.
فقال صعصعة: إن شئت اشتريتها بإحدى ناقتي، فهز أبو حمزة رأسه سلبا، وقال: موتها خير من بيعها بناقة، فرد صعصعة: إذن، فخذ الناقتين.
وبدأت تنقشع الغمامة عن وجه أبي حمزة، فقال: وتعطيني البعير الذي تحتك، إني أراه حسنا، شاب السن.
فوافقه صعصعة، وقال: أعطيكه، شرط أن تأذن لي أن أعود عليه إلى منزلي، فإذا وصلت فخذه مني، ولي عليك ميثاق لا تحلة منه أن تحسن إلى هذه البنية حتى تبين عنك بموت أو زواج.
قال الراوية: إن الرواة لم يذكروا لنا أن أبا حمزة بكى لما سمع كلام صعصعة، على أنه حقا شهق بالبكاء، وكان شهيقه من عزة مجروحة، وعرفان بالجميل، وأبوة سرت بعد حزن.
وانقلب صعصعة إلى منزله راضيا عن نفسه كما يرضى صانع المكرمة.
وفكر صعصعة في كثرة غناه، وكان موسعا عليه في دنياه، فقال: ليس هذا البدوي بالوحيد الذي يئد بناته من فقر وضنك، فلا علمت ببنت يريد أبوها وأدها إلا اشتريتها، ثم ساءته كلمة اشتريتها، فقال: افتديتها.
وازداد رضى عن نفسه لما تذكر أن هذه مكرمة لم يسبقه إليها أحد من العرب، وقد يقال إن شعوره بالزهو ربما أفسد عليه تلك المكرمة التي كان ينبغي لها أن تكون خالصة، على أن الشعور بالزهو حق طبيعي لمن استحقه.
Página desconocida