ساروا لأبعد طية معلومة ... فلقد تباعد طية المرتاد حتى إذا ما القوم بصرى عاينوا ... لاقوا على شرف لدا المرصاد
حبرا فأخبرهم حديثا صادقا ... عنه ورد معاشر الحساد
قوما يهودا حاسدين لفضلنا ... ساروا لقتل مبارك الأعواد
ساروا لقتل محمد فنهاهم ... عنه وأجهد غاية الإجهاد
فثنى زريرا ذا الغواية فانثنى ... في القوم بعد تزاود وبعاد
ونهى دريسا فانتهى لما نهى ... عن قول حبر آمر برشاد
فصل
قال أهل التاريخ: فنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة كنشو النبيين والمرسلين صلوات الله عليهم، يكلؤه الله ويحفظه ويرعاه ويحوطه من أقذار الجاهلية ومعائبها لما يريد به من كرامته وإظهار نبوته.
قالوا: ثم وقعت الحروب بين قريش وبني كنانة وقيس عيلان، وقتل بعضهم بعضا بموضع يقال له: سوق عكاظ حتى كادوا أن يتفانوا في الفجار الأول والفجار الثاني، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهراني قومه لا يدخل نفسه في شيء من أمورهم، قد عصمه الله تعالى من أن يركن إليهم أو يدخل على أصنامهم بل يعتزل جميع ما هم فيه.
Página 136