مباحث في التفسير الموضوعي

Mustafa Muslim d. 1442 AH
6

مباحث في التفسير الموضوعي

مباحث في التفسير الموضوعي

Editorial

دار القلم

Número de edición

الرابعة ١٤٢٦ هـ

Año de publicación

٢٠٠٥ م

Géneros

نبذة تاريخية عن نشوء علم التفسير وتطوره ومكانة التفسير الموضوعي: بينت الآيات القرآنية الحكمة الإلهية من خلق الإنس والجن في قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: ٥٦] . كما بينت السنة الإلهية في بعثهم بعد موتهم لمحاسبتهم عن الأمانة التي حملوها: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ﴾ [المؤمنون: ١١٥] . وبين الخلق والتكليف والإعادة بعد الموت. لم يتركه لعقله واجتهاداته وأهوائه في التعرف على أسلوب العبادة، ومنهجه في الحياة الدنيا، بل أرسل إليه الرسل وأنزل الكتب لهدايته: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ [الإسراء: ١٥] . وكانت السنة الإلهية أن يكون الرسل من الأقوام المرسل إليهم وبلسانهم. وذلك أداء للرسالة على أحسن وجه، وليتحقق الغرض من إرسالهم ببيان الهدايات بأيسر الطرق إلى الأقوام ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾ [إبراهيم: ٤] . لذلك كان الرسول المكلف بالتبليغ هو أوعى الناس لمهمته وأكثرهم علمًا وإحاطة برسالته، وبالتالي أقدرهم على بيان مراد الله ﷾ من كتابه وآياته. وهذه السنن والحكم الإلهية تتجلى في خاتم النبيين ﷺ ورسالته. وقد نزلت الآيات الكريمة تبين هذه الجوانب بيانًا كاملًا: فتارة يتكفل له ربه ﷾ بحفظ القرآن: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: ٩] .

1 / 9