38

What Ibn al-Qayyim Narrated from Shaykh al-Islam

ما رواه ابن القيم عن شيخ الإسلام

Editorial

دار القاسم

Año de publicación

1427 AH

١٨ - حديث: "أحسنت يا عائشة" كذب عليها:

قال ابن القيم - رحمه الله:

ساق الدارقطني من طريق أبي بكر النيسابوري عن عباس الدوري، أنبأنا أبو نعيم حدثنا العلاء بن زهير حدثني عبدالرحمن بن الأسود عن عائشة أنها اعتمرت مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة حتى إذا قدمت مكة قالت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي قصرت وأتممت وصمت وأفطرت قال: ((أحسنت يا عائشة)).

وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول هذا الحديث كذب على عائشة، ولم تكن عائشة لتصلي بخلاف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسائر الصحابة وهي تشاهدهم يقصرون ثم تتم هي وحدها بلا موجب، كيف وهي القائلة (فرضت الصلاة ركعتين ركعتين فزيد في صلاة الحضر وأقرت صلاة السفر) فكيف يظن أنها تزيد على ما فرض الله وتخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه. [زاد المعاد ١/ ٤٧٢]

١٩- حديث: «لا يرقون ولا يسترقون»:

قال ابن القيم - رحمه الله -:

وكان يرقي من به قرحة أو جرح أو شكوى، فيضع سبابته بالأرض ثم يرفعها ويقول: ((بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى سقيمنا، بإذن ربنا)) هذا في الصحيحين وهو يبطل اللفظة التي جاءت في حديث السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب وأنهم ((لا يرقون ولا يسترقون)).

فقوله في الحديث ((لا يرقون)) غلط من الراوي.

سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول ذلك، قال وإنما الحديث ((هم الذين لا يسترقون)).

قلت: وذلك لأن هؤلاء دخلوا الجنة بغير حساب لكمال توحيدهم، ولهذا نفى عنهم الاسترقاء وهو سؤالُ الناس أن يرقوهم، ولهذا قال ((وعلى ربِّهم يتوكَّلون)) فلكمال توكلهم على ربهم وسكونهم إليه وثقتهم به ورضاهم عنه وإنزال حوائجهم به لا يسألون الناس شيئا لا رُقية ولا غيرها، ولا يحصل لهم طِيرة تصدَّهم عما يقصدونه، فإنَّ الطّيرة تنقص التوحيد وتضعفه قال: والراقي متصدِّق محسن والمسترقي سائلٌ والنبي صلى الله عليه وسلم رقى ولم يسترق، وقال: ((من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه)). [زاد المعاد ٤٩٥/١]

36