وذات صباح بعد اختبار وقلق، وتساؤل وأرق، رأى أن يقف الموقف الحاسم في تاريخ أوروبا؛ بل في تاريخ الإنسان.
فلم يذهب إلى الكلية لإلقاء محاضراته كما كانت عادته.
ولكنه جمع مؤلفات ابن سينا ومؤلفات جالينوس، وحملها على ظهره إلى أن وصل وهو يلهث إلى ميدان المدينة، وهناك وضعها أمامه على الأرض وشرع يخطب:
إن القدماء ليسوا أفضل منا، وهم لا يعرفون مقدار ما نعرف.
إن دراسة القدماء نافعة، ولكن دراسة الطبيعة أنفع منها.
إن الكتب القديمة تحفل بالأخطاء، ولم يكن مؤلفوها معصومين.
إن الطب تجارب وليس تقاليد، إننا نتعلمه من الطبيعة وليس من الكتب.
واحتشد حوله، في سوق المدينة، أي: الميدان العام، فئات من الطلبة والأساتذة والعامة والخاصة، فلما انتهى من خطبته أشعل النار في كتب جالينوس وابن سينا. •••
لقد انطلقت في أيامنا حيوية جديدة في بلادنا تجدد القيم والأوزان في معاني الحياة والاجتماع والرقي، ولكننا لا نزال في اختلاط وارتباك وتردد لا نعرف هل نأخذ بالقيم القديمة أم بالقيم الجديدة.
ما هي النهضة؟
Página desconocida