La esencia de Cajlan

Qannawji d. 1307 AH
65

La esencia de Cajlan

لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان

Editorial

دار الكتب العلمية-بيروت

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٥-١٩٨٥

Ubicación del editor

لبنان

فتظهر آثَار الْقُدْرَة وعجائب الصَّنْعَة وآيات الوحدانية ﴿إِن فِي ذَلِك لآيَات للْعَالمين﴾ وَأَن الامتياز بِالنّسَبِ أَضْعَف المميزات لهَذِهِ الأجيال والأمم لخفائه واندراسه بدروس الزَّمَان وذهابه وَلِهَذَا كَانَ الِاخْتِلَاف كثيرا مَا يَقع فِي نسب الجيل الْوَاحِد أَو الْأمة الْوَاحِدَة إِذا اتَّصَلت مَعَ الْأَيَّام وتشعب بطونها على الأحقاب كَمَا وَقع فِي نسب كثير من أهل الْعَالم مثل اليونانيين وَالْفرس والبربر وقحطان من الْعَرَب فَإِذا اخْتلفت الْأَنْسَاب وَاخْتلفت فِيهَا الْمذَاهب وتباينت الدَّعَاوَى استظهر كل ناسب على صِحَة مَا ادَّعَاهُ بشواهد الْأَحْوَال والمتعارف من المقارنات فِي الزَّمَان وَالْمَكَان وَمَا يرجع إِلَى ذَلِك من خَصَائِص الْقَبَائِل وسمات الشعوب وَالْفرق الَّتِي تكون فيهم منتقلة متعاقبة فِي بنيهم وَسُئِلَ مَالك رَحمَه الله تَعَالَى عَن الرجل يرفع نسبه إِلَى آدم فكره ذَلِك وَقَالَ من أَيْن يعلم ذَلِك فَقيل لَهُ فَمن إِسْمَاعِيل فَأنْكر ذَلِك وَقَالَ من يُخبرهُ بِهِ وعل هَذَا درج كثير من عُلَمَاء السّلف وَكره أَيْضا أَن يرفع فِي أَنْسَاب الْأَنْبِيَاء مثل أَن يُقَال إِبْرَاهِيم بن فلَان بن فلَان وَقَالَ من يُخبرهُ بِهِ وَكَانَ بَعضهم إِذا تَلا قَوْله تَعَالَى ﴿وَالَّذين من بعدهمْ لَا يعلمهُمْ إِلَّا الله﴾ قَالَ كذب النسابون وَاحْتَجُّوا أَيْضا بِحَدِيث ابْن عَبَّاس أَنه ﷺ لما بلغ نسبه الْكَرِيم إِلَى عدنان قَالَ من هَاهُنَا كذب النسابون وَاحْتَجُّوا أَيْضا بِمَا ثَبت فِيهِ أَنه علم لَا ينفع وجهالة لَا تضر إِلَى غير ذَلِك من الاستدلالات وَذهب كثير من أَئِمَّة الْمُحدثين وَالْفُقَهَاء مثل ابْن اسحق والطبري وَالْبُخَارِيّ إِلَى جَوَاز الرّفْع فِي الْأَنْسَاب وَلم يكرهوه محتجين بِعَمَل السّلف فقد كَانَ أَبُو بكر ﵁ أنسب قُرَيْش لقريش وَمُضر بل ولسائر

1 / 67