La esencia de Cajlan
لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان
Editorial
دار الكتب العلمية-بيروت
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٠٥-١٩٨٥
Ubicación del editor
لبنان
Géneros
Índices y guías
وَقتلُوا واختصوا بِهِ من بَين الْأُمَم وشرفوا فيحرصون على تَبْلِيغ ذَلِك وتفهيمه للْأمة لَا تصدهم عَنهُ لائمة الْكبر وَلَا يزعزعهم عَنهُ عاذل الأنفة
وَيشْهد لذَلِك بعث النَّبِي ﷺ كبار أَصْحَابه مَعَ وُفُود الْعَرَب يعلمونهم حُدُود الْإِسْلَام وَمَا جَاءَ بِهِ من شرائع الدّين بعث فِي ذَلِك من أَصْحَابه الْعشْرَة فَمن بعدهمْ فَلَمَّا اسْتَقر الْإِسْلَام ووشجت عروق الْملَّة حَتَّى تنَاولهَا الْأُمَم الْبَعِيدَة من أَيدي أَهلهَا واستحالت بمرور الْأَيَّام أحوالها وَكثر استنباط الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة من النُّصُوص لتَعَدد الوقائع وتلاحقها فَاحْتَاجَ ذَلِك لقانون يحفظه من الْخَطَأ وَصَارَ الْعلم ملكة يحْتَاج إِلَى التَّعَلُّم فَأصْبح من جملَة الصَّنَائِع والحرف واشتغل أهل العصبية بِالْقيامِ بِالْملكِ وَالسُّلْطَان فَدفع للْعلم من قَامَ بِهِ من سواهُم وَأصْبح حِرْفَة للمعاش وشمخت أنوف المترفين وَأهل السُّلْطَان عَن التصدي للتعليم واختص انتحاله بالمستضعفين وَصَارَ منتحله محتقرا عِنْد أهل العصبية وَالْملك
وَالْحجاج بن يُوسُف كَانَ أَبوهُ من سَادَات ثَقِيف وأشرافهم ومكانهم من عصبية الْعَرَب ومناهضة قُرَيْش فِي الشّرف مَا علمت وَلم يكن تَعْلِيمه لِلْقُرْآنِ على مَا هُوَ الْأَمر عَلَيْهِ لهَذَا الْعَهْد من أَنه حِرْفَة للمعاش وَإِنَّمَا كَانَ على مَا وصفناه من الْأَمر الأول فِي الْإِسْلَام
أَحْوَال الْقُضَاة
وَمن هَذَا الْبَاب أَيْضا مَا يتوهمه المتصفحون لكتب التَّارِيخ إِذا سمعُوا أَحْوَال الْقُضَاة وَمَا كَانُوا عَلَيْهِ من الرِّئَاسَة فِي الحروب وقود العساكر فتترامى بهم وساوس الهمم إِلَى مثل تِلْكَ الرتب يحسبون أَن الشَّأْن فِي خطة الْقَضَاء لهَذَا الْعَهْد على مَا كَانَ عَلَيْهِ من قبل ويظنون بِابْن أبي عَامر صَاحب هِشَام المستبد عَلَيْهِ وَابْن عباد من مُلُوك الطوائف بإشبيلية إِذا سمعُوا أَن آبَاءَهُم كَانُوا قُضَاة أَنهم مثل الْقُضَاة لهَذَا الْعَهْد وَلَا يتفطنون لما وَقع فِي رُتْبَة الْقَضَاء من مُخَالفَة العوائد
1 / 228