La esencia de Cajlan
لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان
Editorial
دار الكتب العلمية-بيروت
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٠٥-١٩٨٥
Ubicación del editor
لبنان
Géneros
Índices y guías
البروج من الْجَانِبَيْنِ هما نقطتا الاعتدالين أَعنِي رَأس الْحمل وَرَأس الْمِيزَان ومدار الشَّمْس وَالْقَمَر وَسَائِر النُّجُوم على محاذاة دَائِرَة فلك البروج دون دَائِرَة معدل النَّهَار
وتمر الشَّمْس على دَائِرَة معدل النَّهَار عِنْد حلولها بنقطتي الاعتدالين فَقَط لِأَنَّهَا مَوضِع تقاطع الدائرتين وَهَذَا هُوَ خطّ الاسْتوَاء الَّذِي لَا يخْتَلف فِيهِ الزَّمَان بِزِيَادَة اللَّيْل على النَّهَار وَلَا النَّهَار على اللَّيْل لِأَن ميل الشَّمْس عَنهُ إِلَى كلا الْجَانِبَيْنِ الشمالي والجنوبي سَوَاء فالشمس تَدور الْفلك وتقطع الاثْنَي عشر برجا فِي مُدَّة ثَلَاثمِائَة وَخَمْسَة وَسِتِّينَ يَوْمًا وَربع يَوْم بالتقريب وَهَذِه هِيَ مُدَّة السّنة الشمسية وتقيم فِي كل برج ثَلَاثِينَ يَوْمًا وكسرا من يَوْم وَتَكون أبدا بِالنَّهَارِ ظَاهِرَة فَوق الأَرْض وبالليل بِخِلَاف ذَلِك وَإِذا حلت فِي البروج السِّتَّة الشمالية الَّتِي هِيَ الْحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة فَإِنَّهَا تكون مُرْتَفعَة فِي الْهَوَاء قريبَة من سمت رؤوسنا وَذَلِكَ من فصل الرّبيع وَفصل الصَّيف وَإِذا حلت فِي البروج الجنوبية وَهِي الْمِيزَان وَالْعَقْرَب والقوس والجدي والدلو والحوت كَانَ فصل الخريف وَفصل الشتَاء وانحطت الشَّمْس وبعدت عَن سِتّ الرؤوس
وَزعم وهب بن مُنَبّه أَن أول مَا خلق الله تَعَالَى من الْأَزْمِنَة الْأَرْبَعَة الشتَاء فَجعله بَارِدًا رطبا وَخلق الرّبيع فَجعله حارا رطبا وَخلق الصَّيف فَجعله حارا يَابسا وَخلق الخريف فَجعله بَارِدًا يَابسا
وَأول الْفُصُول عِنْد أهل زَمَاننَا الرّبيع وَيكون فصل الرّبيع عِنْدَمَا تنْتَقل الشَّمْس من برج الْحُوت وَقد اخْتلف القدماء فِي الْبِدَايَة من الْفُصُول فَمنهمْ من اخْتَار فصل الرّبيع وخيره أول السّنة وَمِنْهُم من اخْتَار تَقْدِيم الانقلاب الصيفي وَمِنْهُم من اخْتَار تَقْدِيم الِاعْتِدَال الخريفي وَمِنْهُم من اخْتَار تَقْدِيم الانقلاب الشتوي فَإِذا حلت أول جُزْء من برج الْحمل اسْتَوَى اللَّيْل وَالنَّهَار واعتدل الزَّمَان وَانْصَرف الشتَاء وَدخل الرّبيع وطاب الْهَوَاء وهب النسيم وذاب الثَّلج وسالت الأودية ومدت الْأَنْهَار فِيمَا عدا مصر وَنبت العشب وَطَالَ الزَّرْع ونما الْحَشِيش وتلألأ الزهر وأورق الشّجر
1 / 149