El enigma de Ishtar: la deidad femenina y el origen de la religión y el mito
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Géneros
هذه العذراء المتوحدة الجميلة الصارمة، هي التي عبدها النساء الأمازونيات؛ لأنها تمثل صورة الأم الكبرى للعصر الأمومي القديم، عندما كانت عشتار ولا أحد معها، بلا زوج، أو ولد، تحكم وحيدة في مركز الطبيعة الخصبة البكر، وحولها كاهناتها العذراوات، اللواتي ما زلن يعشن بين ظهرانينا اليوم في ثياب راهبات السيدة مريم العذراء.
شجرة الحياة
عبد الإنسان الأول روح الغاب ممثلة في الشجرة، ولم تكن عبادته موجهة نحو الشجرة بذاتها؛ بل نحو الروح الكامنة فيها. ثم بدأت عشتار تخرج من الشجرة في شكلها الإنساني الجميل، فحفرت على الجذع وصارت تعبد شجرة وشكلا إنسانيا مصورا، ثم غادرت الشجرة تاركة محراب الغابة الصغير، وحلت في التماثيل الرخامية التي تتصدر معابد المدن الضخمة. ولكن الشجرة لم تفارقها تماما، بل بقيت رفيقتها في كثير من الأعمال الفنية التشكيلية. ففي بلاد الرافدين، تظهر الشجرة مرارا خلف عشتار بشكل يوحي للناظر بالوحدة بين الشكلين وإشارتهما تبادليا للقدرة الإلهية الواحدة. وفي الشكل رقم
4-3
مثال على ذلك. نرى في الرسم عشتار جالسة وعلى رأسها تاج على هيئة قرنين، من خلفها تنتصب شجرة، وفي حضنها تموز الوليد الذي يبدو منطلقا من حجرها إلى الأمام، وكأنه قد انبثق من جذع الشجرة ورحم الأم الكبرى في آن معا. وتؤيد الأسطورة السورية
5
هذا المعنى الكامن في الصورة عندما تقول إن الإله أدونيس قد ولد من شجرة المر التي حملته في جذعها عشرة أشهر، قبل أن تنشق قشورها وتسمح للإله الوليد بالخروج. وقد قامت الأسطورة اليونانية بزخرفة هذه الأسطورة القديمة على طريقتها فقالت إن شجرة المر كانت فتاة جميلة وابنة لملك قبرص، حملت من أبيها سفاحا ثم تحولت إلى شجرة نما في داخلها الإله.
6
هذه الشجرة أم الإله ليست في الحقيقة إلا عشتار نفسها التي عبدها الإنسان القديم في هيئة الشجرة الممثلة لروح الغاب.
وفي الفن الكريتي، والفن الإغريقي القديم إبان مرحلة تأثره بالميثولوجيا الكريتية الأمومية ، نجد الشجرة مرافقة للأم الكبرى في كثير من الرسوم والنقوش؛ ففي الشكل
Página desconocida