El enigma de Ishtar: la deidad femenina y el origen de la religión y el mito
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Géneros
وقد بقيت قرون الثور النيوليتي تزين رءوس الآلهة الأبناء حتى العصور المتأخرة، فهذا هو الإله بعل الكنعاني يظهر في رسومه ومنحوتاته بقرون بارزة نحو الأمام، وكذلك أوزوريس المصري الذي تصوره بعض الأعمال الفنية برأس الثور، وهو نفسه الإله سيرابيس الذي انتقل فيما بعد إلى العالم الكلاسيكي، والذي يعني اسمه «الإله الثور».
20
وكان الفرس القدماء يعتقدون أن روح العالم مقيمة في ثور بدئي يسكن السماء.
21
وفي الثقافة الهندية كان الثور تجسيدا لكل من الإله «إندارا» والإله «شيفا».
22
أنوثة القمر وقمرية المرأة
إن الاعتقاد بأنوثة القمر وتمثيله للأم الكبرى، قد ساد الحضارات القديمة وبقيت آثاره في ثقافات الأقوام البدائية في عالمنا الحديث. فبعيدا عن مسرح الحضارات الكبرى في الهلال الخصيب ومصر والعالم اليوناني، التي تخللت عناصر الأسطورة القمرية الأولى أساطيرها ودياناتها، فإن معظم الثقافات البدائية تنظر للقمر باعتباره أنثى وتعتقد بتجسيده لإلهة أنثى. يسود هذا الاعتقاد في ثقافة الهنود الحمر في أمريكا الشمالية والجنوبية، ونجده لدى معظم الثقافات الأفريقية، ولدى أكثر الشعوب البدائية في أستراليا وبولونيزيا وغرينلاند. ويحمل الفلاحون الأوروبيون معتقدا مشابها يتجلى في الفلكلور والحكايا الشعبية.
23
تحدثنا أسطورة من غينيا الجديدة عن القمر الأنثى، الذي يهبط إلى باطن الأرض ثلاثة أيام، ثم يبعث ساطعا من جديد فتقول: «إنه في الأزمان السحيقة، كان القمر فتاة جميلة اسمها «رابية» تعيش على الأرض بين أهلها وقومها. ثم إن الرجل الشمس «نويل» وقع في حبها ولكنها صدت عنه، فقرر الانتقام. قام رجل الشمس بتغييب رابية في الأرض عند جذور شجرة، وباءت كل جهود أهلها في إنقاذها، فلبثوا ينظرون إليها وهي تغيب ببطء في جوف الأرض. عندما تأكدت الفتاة من مصيرها المحتوم وبلغ منها التراب العنق، طلبت من أهلها أن يذبحوا خنزيرا ويقيموا مأدبة على روحها، ولكنها طمأنتهم إلى أنها لن تلبث في باطن الأرض طويلا. ففي مساء اليوم الثالث عليهم أن يراقبوا السماء؛ لأنها ستكون قد انتقلت إلى هناك على شكل جرم سماوي منير.»
Página desconocida