El enigma de Ishtar: la deidad femenina y el origen de la religión y el mito

Firas Sawwah d. 1450 AH
182

El enigma de Ishtar: la deidad femenina y el origen de la religión y el mito

لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة

Géneros

وفي مصر، تبقى على مر العصور اسما يبعث في النفس رهبة الغوامض والخفايا والعوالم السرانية. تقص أسطورة مصرية كيف حصلت إيزيس على سلطتها المطلقة من يد الإله الأكبر رع، بواسطة قواها السحرية الخارقة. فالإله رع قد كبر وغدا طاعنا في السن، حتى إن لعابه صار يسيل خارج فمه المتدلي. ولكنه بقي سيدا للسموات والأرض بقوة اسمه السري الذي لا يعرفه أحد. وكانت إيزيس تتوق إلى الصعود إلى مرتبة السيد الأكبر رع كحاكمة للكون وسيدة للآلهة، فأحكمت خطة تجبر الإله رع على إفشاء سره لها. قامت إيزيس بمزج لعاب الإله رع بتراب الأرض، فصنعت حية من طين نفخت فيها الحياة وأرسلتها في طريقه، فعضته في ساقه ودفعت سمها في جسده. سرى السم في جسد الإله، فدعا كل آلهة الأرض والسماء لشفائه دون جدوى. ثم حضرت إليه إيزيس التي تعبق أنفاسها بنسمة الحياة، وتطرد تعاويذها كل الآلام، فعرضت على كبير الآلهة شفاءه مقابل أن يفشي لها باسمه السري. ولكنه تهرب من ذلك قائلا: أنا من خلق السماوات والأرض، من رفع الجبال وملأ البحار وأسدل الأفقين. أفتح عيني فأصنع نهارا وأغلقهما فأصنع ليلا، وبأمري يرتفع ماء النيل ثم ينحسر. في الصباح اسمي خيبيرا، وفي الظهيرة اسمي رع، وفي المساء اسمي توم. ولكن إيزيس تقول له: إن أيا من هذه الأسماء ليس هو اسمه السري، وتمتنع عن علاجه. وعندما تصل آلام الإله حدا لا يطاق، يرضخ لمشيئة إيزيس، ولكنه لا ينطق باسمه السري، بل يجعله ينتقل من قبله إلى قلب إيزيس دون كلام؛ كيلا يسمع به أحد غيرها. وهنا تقوم إيزيس باستخدام تعاويذها السحرية لطرد السم من جسد رع، وتحوز بذلك على جميع قوى الإله الأكبر بانتقال اسمه السري إليها.

50

الفصل التاسع

تموز الخضر

كانت عشتار، كما أشرنا في مواضع أخرى سابقة، أول قوة إلهية توجه إليها الإنسان بالعبادة، وكانت تماثيلها أول صورة مقدسة نحتها. وقد استمرت عبادة القوة الإلهية في شكلها الأنثوي خلال العصر النيوليتي، الذي شهد منذ مطلعه ازدهارا لصور الأم الكبرى، مترافقا مع ظهور المستوطنات الزراعية الأولى. إلا أنه خلال الألف السابع ق.م. تبدأ التماثيل الذكرية المقدسة بالظهور على نطاق ضيق جدا، وبشكل مترافق مع التماثيل الأنثوية التي بقيت سائدة. وبذلك يبدأ التمهيد تدريجيا لظهور الثنائي الإلهي: الأم الكبرى وابنها، الذي سيأخذ أولى صوره الواضحة مع مطلع الألف السادس ق.م. في ثقافة شتال حيوك جنوب الأناضول. ففي شتال حيوك التي أخذت أبعادها كشبه مدينة مع مطلع الألف السادس قبل الميلاد، تبدأ ملحمة الإله الذكر في تاريخ المعتقد الديني الإنساني. فرغم بقاء الأم الكبرى المركز الأساسي لديانة هذه المستوطنة، فإن بعض صورها تبدأ بإظهار الإله الذكر إلى جانبها. وهذا الإله الذكر هو ابن الأم الكبرى وزوجها في آن معا.

1

تمثله المنحوتات الجدارية على هيئة ثور يولد من رحم الأم الكبرى، كما هو الحال في الشكل رقم (

3-12 ) من فصل عشتار القمر الذي يمثل الأم الكبرى في شكل تبسيطي تلد الإله الثور. وفي الشكل رقم (

7-3 ) من فصل عشتار السوداء الذي يمثل بنفس الأسلوب التبسيطي، الأم الكبرى المزدوجة في نفس الوضع، وفي الشكل رقم (

9-1 ) الموضح أدناه، حيث يبلغ الأسلوب التبسيطي مداه الأقصى، وتتحول الإلهة المزدوجة إلى عمل فني أشبه بأعمال النحت الحديث. أما في الشكل رقم (

Página desconocida