فالأول محمد بن عبدالله النبي صلى /58 الله عليه وآله وسلم والأوسط محمد بن عبدالله النفس الزكية، والآخر محمد بن عبدالله المهدي؛ رواه الإمام المتوكل على الرحمن، أحمد بن سليمان (ع).
وبهذا وأمثاله من أوصافه المعلومة يتبين أنه ليس الإمام المهدي النفس الزكية (ع) وإن كانت البشارات وردت به؛ فإنما هي كالبشارات الواردة في غيره؛ كالإمام الأعظم زيد بن علي، والإمام نجم آل الرسول، وحفيده الهادي إلى الحق وغيرهم صلوات الله وسلامه عليهم وليس بالمهدي الذي وعد الله به الأمة، وختم به الأئمة.
وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : وإلينا مصير الأمر وبمهدينا تنقطع الحجج؛ خاتم الأئمة، ومنقذ الأمة؛ رواه المسعودي في مروج الذهب، عن الصادق، عن آبائه، عن علي (ع).
وروى الحافظ أبو علي الهمداني، من حديث علي بن علي الهلالي، عن أبيه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحالة التي قبض عليها؛ فإذا فاطمة عند رأسه، فبكت عند رأسه حتى ارتفع صوتها، فرفع صلى الله عليه وآله وسلم طرفه إليها، فقال: ((حبيبتي فاطمة ماالذي يبكيك؟)).
فقالت: أخشى الضيعة من بعدك.
Página 59