وكفى بما أثنى العلي الأعلى {إنما يخشى الله من عباده العلماء } [فاطر:28]، {يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } [المجادلة:11]، {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } [الزمر:9]، {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم (18)} [آل عمران] /15 وقد سبق لكثير ممن يسر الله تعالى لي ولهم الاجتماع، والأخذ على الحقير والسماع، مختصر مفرد فيه تعيين مسموعاته، وإيصال الطرق إلى كتب الإجازات، وذكر السند مفصلا إلى مؤلفات الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (ع) وغيره من أئمتنا (ع) وعلمائنا رضي الله عنهم مع اشتمال الشافي على سند المجموع والأماليات الأربع؛ وغير ذلك من مؤلفات علماء أهل البيت (ع) وأتباعهم والعامة.
نعم، وعولوا علي أن أوصل سندهم بسندي، وأصحح لهم في طرق الرواية معتمدي، وأوضح لهم الأسانيد النافعة الجامعة إلى أربابها، الموصلة بفضل الله تعالى ومنه كما أمر جل وعلا بإتيان البيوت من أبوابها، وأجيز لهم الرواية عني في جميع ما صحت لي روايته بالطرق المعتبرة، التي هي عند ذوي العلم مصدرة، كما هي السنة الماضية عند علماء الإسلام، والطريقة المرضية بين ذوي الحل والإبرام، استسمانا منهم أيدهم الله للورم، وتوسما لرسوخ القدم، وأين نور السها، من إضاءة مصابيح السماء؛ إلا أن الله تعالى وله المن من علينا بالاتصال بأعلام كرام، هم نجوم سماء الإسلام، وحرسة الكتاب وسنة سيد الأنام، اقتبست لمحة من ضياء أنوارهم، واغترفت غرفة من معين أنهارهم، مع ما وهب الله وله الحمد تحدثا بنعمته الربانية التي لاتجحد، وشكرا لمنته الإلهية التي لاتنفد، لا أحصي ثناء عليه، هو كما أثنى على نفسه؛ ووقع لي السماع بحمد الله تعالى في فنون العلوم من معقول ومسموع، وأصول وفروع، من الأصولين والحديث والتفسير، والآلة من نحو، وتصريف، ومعان، وبيان، وبديع، ومتون اللغة، ومنطق؛ وفي علم المعاملة، وفروع الفقه، والفرائض، والسير، وغير ذلك؛ وأجازوا لي في جميع طرقهم إجازات تامة الإفادة، أجازنا الله تعالى وإياهم بالحسنى وزيادة، وضاعف لهم الأجور وجزاهم عن الإسلام والمسلمين الجزاء الموفور.
Página 16