ورواه السيوطي، عن أبي نعيم في الحلية، وأبي نصر السجزي في الآباء، بلفظ: ((إن عند كل بدعة يكاد بها الإسلام وأهله وليا صالحا، يذب عنه ويتكلم بعلاماته)).
وغير ذلك في هذا المعنى وغيره جم غفير، وجمع كثير، والوامض اليسير، يدل على النو المطير؛ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ذلك هو الفضل الكبير، فلم يزالوا يتلقونه خلفا عن سلف، متصلا ذلك المدد، إلى آخر الأمد، كما في أخبار الثقلين، وإن عند كل بدعة، والنجوم، وسواها مما هو معلوم.
قال الوصي في وصفهم: (بهم يدفع الله عن حججه، حتى يؤدوها إلى)
نظرائهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم)، إلى آخر كلامه، عليه أزكى صلوات الله وسلامه.
[كلام المؤلف في بيان الحامل له على التأليف]
وبعد، فيقول عبد الله وابن عبديه، المفتقر إليه، المتكل في كل حال عليه، مجدالدين بن محمد بن منصور بن أحمد بن عبد الله بن يحيى بن الحسن بن يحيى بن عبدالله بن علي بن صلاح بن علي بن الحسين بن الإمام المؤتمن، الهادي إلى الحق أبي الحسن، عز الدين بن الحسن، رضي الله عنهم وشملهم بسابغ لطفه، وبالغ عطفه، وغفر لهم وللمؤمنين آمين: إنه التمس مني جماعة من بدور الدراية، ونجوم الهداية، الراغبين في أفضل الرغائب، والمقبلين على أجل المطالب، وأشرف المكاسب، الذي هو على الحقيقة حياة الدارين، وحيازة شرف الحظين.
وكل فضيلة ولها سناء .... وجدت العلم من هاتيك أسنا
فلا تعتد غير العلم كنزا .... فإن العلم كنز ليس يفنى
Página 15