يا ليت شعري وهي شمس الضحى ... كيف من الأنوار ترتاع
وقال:
لولا عيونٌ من الواشين ترمقني ... وما أحاذره من قول حرّاس
لزرتكم لأكافئكم بجفوتكم ... مشيًا على الوجه أو أحبوا على الرأس
٢٩- وقال الفقيه أبو الوليد بن الباجي من قصيدة يمدح السمناني ببغداد:
لو كنت أنبأت الديار صبابتي ... نحل الصبا بفنائها والجلمد
ما هالني صعب المرام ولا الذي ... تستبعد الأيام عندي يبعد
هذا الشهاب المستضاء بنوره ... علم الهدى هذا الإمام الأوحد
وقال من مرثية:
أحن ويثني اليأس نفسي على الأسى ... كما اضطر محمول على المركب الصّعب
وقال من أخرى:
أسرّوا إلى الليل البهيم سراهم ... فنمت عليه في الشمال شمائل
متى نزلوا ثاوين في الخيف من منى ... بدت لهوى بالمأزمين مخايل
فلله ما ضمّت منّي وشعابها ... وما ضمنت تلك الربى والمنازل
لما التقينا للجمار وأبرزت ... أكفٌ لتقليب الحصى وأنامل
أشارت إلينا بالغرام محاجر ... وباحت به منّا جسوم نواحل
٣٠- وقال الوزير أبو عامر بن مسلمة:
كأنما شاربه بهجة ... زمردٌ من فوق مرجان
كأنما أردافه عالج ... وقدّه غصن من البان
٣١- وقالب أبو الوليد محمد بن عبد العزيز من قصيدة في الأسطول:
أنشأتهنّ سفائنًا ومدائنًا ... وجنبتهن كتائبًا ورعيلا
دهم تخال البيض في أوساطهم ... بلقًا وفي أطرافها تحجيلا
قرعت بأسواط الرياح فأسرعت ... في الماء تعمل كلكلًا وتليلا
ومنها:
طلع الحسن من جبينك بدرًا ... وعلى عارضيك وردًا وطلا
فكأن العزار خاف على الورد ... خفاقًا فممد بالشعر ظلا
وقال من أخرى:
وبين جوانحي قلبٌ مطارٌ ... جناحاه ادّكار واشتياق
ولم أنس الكثيب وليلتيه ... كأنهما اختلاس واستراق
ومنها:
تذكرت الصبابة والتصابي ... هنالك إذ تروق ولا تراق
ونحن كأننا غصنًا أراك ... قد اشتبكا وضمهما عناق
٣٢- وقال أبو الوليد إسماعيل بن محمد الملقب بحبيب:
كأن نور الكتّان حين بدا ... وقد جلا حسنه صدا الأنفس
أكفٌ فيروزج معاصمها ... وقد سترتهن خضرة الملبس
وقال في الخمر:
كأنها والحباب يحجبها ... بجرٌ من التبر يقذف الجوهر
٣٣- وقال الأديب أبو جعفر بن البار:
وكأن جنح الليل طرفٌ أدهم ... متضمن من صبحه تحجيلا
وكأن غائرة النجوم بأفقها ... عن وجهه تغضي عيونًا حولا
وكأنما الجوزاء إذ بصرت به ... ألقت إليه نطاقها محلولا
منها: لا تكثروا فالحب في حومائه=كالحمد في أسماع إسماعيلا ومنها:
راعت وقائع بأسه حتى لقد ... ترك الحمام بنفسه مشغولا
إن كانت الأسد الضواري ... لا تخاف صياله فلم اتخذن الغيلا
ومنها:
ولقد خشيت على الثرى وعلى الورى ... لما دنوا من كفه تقبيلا
هل كان يعصم منه إلا عفوه ... لو أنّ أنمله جرين سيولا
٣٤- وقال أبو الحسن علي بن حصن الاشبيلي:
غزالٌ يخيل لي ريقه ... يشاب به المسك والقرقف
كأن العذار على خدّه ... نجاد ومقلته مرهف
وقال:
شربناها كميت اللون حتى ... رأيت الفجر قد وضع النقابا
وأحسب أنها كانت عقيقًا ... جرت أنفاسنا فيه فذابا
وقال:
طلّ على خدّه العذار ... فافتضح الأس والبهار
وابيضّ هذا واسودّ هذا ... واجتمع الليل والنهار
حتى جرى للنعيم فيه ... ماء بأحشاي منه نار
رشا أعار الغزال لحظًا ... فحسنه منه مستعار
شربت من خمر مقلتيه ... كأسين لي منهما خمار
عذاره قائمٌ بعذري ... فليس لي فالهوى اعتذار
وقال من قصيدة:
تلين له الأيام وهي شدائد ... وتعنو وجوه الحادثات وتذعن
فلا تأنس منه بلين عريكة ... فقد يقطع الصمصام والمتن لين
٣٥- وقال الوزير أبو عمر الباجي:
لله أيامٌ بقربك أنعمت ... ما ضرّها أن لم تكن أعيادا
راقت محاسنها وطاب نعيمها ... فأتى الزمان حدائقًا وعهادا
1 / 9