وقد يستغنى بالضّمير عن [٦٢/ أ] الواو، كقوله تعالى: ﴿وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾ ١،
ومنه قولُ الشّاعر:
وَلَوْلاَ جَنَانُ اللَّيْلِ مَا آبَ عَامِر ... إِلَى قَوْمِهِ سِرْبَالُهُ لَمْ يُمَزَّقِ٢
وكقول الآخر:
ثُمَّ رَاحُوا عَبَقُ الْمِسْكِ بِهِمْ ... يُلْحِفُونَ الأَرْضَ هُدَّابَ الأُزُرْ٣
١ من الآية: ٣٦ من سورة البقرة.
٢ هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لسلامة بن جندل.
و(جنان اللّيل): شدّة ظلمته وادلهمامه. و(آب): رجع. و(سرباله): قميصه.
والمعنى: لولا ظَلامُ اللّيل ما رجع عامرٌ إلى قومه، حال كونه سليم السّربال لم يمزّق.
والشّاهد فيه: (سرباله لم يمزّق) حيث جاءت هذه الجُملة الاسميّة حالًا، مستغنية بالضّمير عن الواو.
يُنظر هذا البيتُ في: مجاز القرآن ١/١٩٩، والأصمعيّات ١٣٥، ودلائل الإعجاز ٢٠٤، وابن النّاظم ٣٤٣، واللّسان (جنن) ١٣/٩٢، والمقاصد النّحويّة ٣/٢١٠، والأشباه والنّظائر ٧/٢٢، والأشمونيّ ٢/١٩٠، والدّيوان ١٧٦.
٣ هذا بيتٌ من الرّمل، وهو لطَرَفة بن العبد.
و(عبق المسك بهم) أي: رائحة الطِّيب ملاصقةٌ لهم. و(الهُدَّاب): الطّرّة.
والمعنى: راح هؤلاء تصاحبهم رائحة المسك، يجرُّون أزرهم على الأرض خيلاء، ويغطونها بها.
والشّاهد فيه: (عبق المسك بهم) حيث جاءت هذه الجملة الاسميّة حالًا، مستغنية بالضّمير عن الواو.
يُنظر هذا البيت في: شرح عمدة الحافظ ١/٤٥٦، وشرح التّسهيل ٢/٣٦٥، وابن النّاظم ٣٤٣، واللّسان (لحف) ٩/٣١٤، وشفاء العليل ٢/٥٤٤، والمقاصد النّحويّة ٣/٢٠٨، والأشمونيّ ٢/١٩٠، والدّيوان ٦٥.