قائمًا فيُحتمل أنْ يكون
حالًا من الفاعل، أو من المفعول، أو هيئتهما، كقولك: جاءني زَيْدٌ وعمرٌو مسرعين، ومنه قولُ عنترة:
مَتَى مَا تَلْقَنِي١ فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ ... رَوَانِفُ٢ ألْيَتَيْكَ وَتُسْتَطَارَا٣
ومنه قولُ الشّاعر:
تَعَلَّقْتُ لَيْلَى بَعْدَ عَشْرٍ مَضَتْ لَهَا ... وَلَمْ يَبْدُ للأَتْرَابِ مِنْ نَهْدِهَا٤ حَجْمُ
صَغِيْرَيْنِ نَرْعَى البَهْمَ يَا لَيْتَ أَنَّنا ... مَدَى الدَّهْرِ لَمْ نَكْبُر وَلَمْ تَكْبُرْ٥ البَهْمُ٦
١في أ: تلقي، وهو تحريف.
٢ في ب: رواكف.
٣ هذا بيتٌ من الوافر.
و(ترجُف): تضطرب وتتحرّك. و(الرّوانف): جمع رانفة؛ والرّانفة: أسفل الإلية، وطرفها ممّا يلي الأرض من الإنسان إذا كان قائمًا. و(تستطارَا) من قولهم: استطير الشّيء: إذا طير.
والمعنى: متى تلقني منفردين ينتابُك الخوف وتضطرب روانف إليتيْك وتكاد تطير.
والشّاهد فيه (فردين) فإنّه واقعٌ حالًا من الفاعل والمفعول جميعًا.
يُنظر هذا البيت في: أسرار العربيّة ١٩١، وشرح المفصّل ٢/٥٥، وشرح عمدة الحافظ ١/٤٦٠، وابن النّاظم ٣٣٢، واللّسان (طير) ٤/٥١٣، (رنف) ٩/١٢٧، وشفاء العليل ٢/٥٣٥، والمقاصد النّحويّة ٣/١٧٤، والتّصريح ٢/٢٩٤، والخزانة ٤/٢٩٧، والدّيوان ٢٣٤.
٤ في ب: صدرها.
٥ في ب: يكبر.
٦ هذا بيتٌ من الطّويل، وهو للمجنون؛ وكان هو وليلى يرعيان البَهْم وهما صبيّان، فعلِقها علاقة الصّبيّ، فقال هذه الأبيات.
و(الأتراب): جمع تِرْب، وهو الرّفيق من سنٍّ واحد.
والشّاهد فيه: (صغيرين) حيث جاء الحال من الفاعل والمفعول بلفظٍ واحد، والحال هو قوله: (صغيرين)؛ أما الفاعل فهو الضّمير في (تعلّقت)؛ وأمّا المفعول فهو قوله: (ليلى) .
يُنظر هذا البيت في: الشّعر والشّعراء ٣٧٤، ومجالس ثعلب ٢/٥٣٢، وأسرار العربيّة ١٩٠، وتذكرة النُّحاة ٣٢٤، والخزانة ٤/٢٣٠، والدّيوان ٢٣٨.