قالوا وينظم فارسين بطعنة * يوم الهياج وما تراه كليلا لا تعجبوا لو أن طول قناته * ميل إذا نظم الفوارس ميلا وكان جوادا وقد مدحه الشعراء بمدائح عظيمة، ويأتي في العكوك ما يتعلق به وكان شيعيا. روى المسعودي في مروج الذهب قصة تدل على أن ابنه دلف كان ينتقص عليا " ع " ويضع منه ومن شيعته وكان عدوا لأبيه وكان سببه انه كان لزنية وحيضة والقصة معروفة، فعلى هذا الاعتبار بما حكى ابن خلكان عن الدلف الناصب ان رأى أباه بعد موته عريانا واضعا رأسه بين ركبتيه، ثم أنشأ أبياتا تدل على وحشته وشدة ما يلاقيه. والعجب من ابن خلكان! كيف اعتمد عليه؟ مع نقله قصة من أبي دلف من احسانه إلى العلويين والقاء السرور في قلوبهم رجاء لشفاعة جدهم، والقصة هذه قال: رأيت في بعض المجاميع ان أبا دلف لما مرض مرض موته حجب الناس عن الدخول لثقل مرضه فاتفق انه أفاق في بعض الأيام فقال لحاجبه من بالباب من المحاويج فقال عشرة من الاشراف وقد وصلوا من خراسان ولهم بالباب عدة أيام لم يجدوا طريقا فقعد على فراشه واستدعاهم، فلما دخلوا رحب بهم وسألهم عن بلادهم وأحوالهم وسبب قدومهم فقالوا ضاقت بنا الأحوال وسمعنا بكرمك فقصدناك فامر خازنه باحضار بعض الصناديق واخرج منه عشرين كيسا في كل كيس ألف دينار، ودفع لكل واحد منهم كيسين ثم أعطى كل واحد مؤنة طريقه وقال لهم لا تمسوا الأكياس حتى تصلوا بها سالمة إلى أهلكم واصرفوا هذا في مصالح الطريق ثم قال ليكتب لي كل واحد منكم خطه انه فلان بن فلان حتى ينتهي إلى علي بن أبي طالب " ع " ويذكر جدته فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ثم ليكتب يا رسول الله اني وجدت ضائقة وسوء حال في بلدي وقصدت أبا دلف العجلي فأعطاني ألفي دينار كرامة لك وطلبا لمرضاتك ورجاء لشفاعتك فكتب كل واحد منهم ذلك وتسلم الأوراق، وأوصى من يتولى تجهيزه إذا مات ان يضع تلك الأوراق في كفنه حتى يلقى بها رسول الله ويعرضها عليه.
Página 72