أصلي به الأولى مع العصر دائما * فويلي من الأولى وويلي من العصر ووالله مالي نية في صلاتهم * ولا البر والاحسان والخير من أمري وما ضره والله يصلح امره * لو أن ذنوب العالمين على ظهري فضحك المنصور واحضره وقال ما قصتك؟ قال دفعت إلى أبى أيوب رقعة مختومة اسأل فيها اعفائي من لزوم الذي أمرتني بلزومه، فقال له أبو جعفر اقرأها قال ما أحسن ان اقرأ، وعلم إن قرأها يحده بذكر الصلاة، فلما رآه يتنصل من ذلك قال له أحببت لو كنت أقررت لأضربك الحد ثم قال أعفيتك من لزوم المسجد فقال أبو دلامة أو كنت ضاربي يا أمير المؤمنين لو أقررت قال نعم قال مع قول الله عز وجل (يقولون ما لا يفعلون) فضحك منه واعجب من اسراعه ووصله.
حكي انه لما قدم المهدى بن المنصور من الري إلى بغداد دخل عليه أبو دلامة للسلام والتهنئة بقدومه فاقبل عليه المهدي وقال له كيف أنت يا أبا دلامة؟ فقال يا أمير المؤمنين:
إني حلفت لئن رأيتك سالما * بقرى العراق وأنت ذو وفر لتصلين على النبي محمد * ولتملأن دراهما حجري فقال المهدي: اما الأولى فنعم واما الثانية فلا، فقال جعلني الله فداك انهما كلمتان لا يفرق بينهما، فقال يملأ حجر أبى دلامة دراهم فقعد وبسط حجره فملئ دراهم، فقال له قم الآن يا أبا دلامة، فقال يخترق قميصي يا أمير المؤمنين حين أشيل الدراهم وأقوم فردها إلى الأكياس، ثم قام وله اشعار كثيرة.
وذكر ابن المنجم في كتاب البارع في اخبار شعر المحدثين منها جملة: وخرج المهدي وعلي بن سليمان إلى الصيد ومعهما أبو دلامة فرمى المهدي ظبيا فأصابه، ورمى علي بن سليمان ظبيا فأخطأه وأصاب كلبا فضحك المهدي وقال يا أبا دلامة قل في هذا فقال:
قد رمى المهدي ظبيا * شك بالسهم فؤاده
Página 70