وسألت عن قول الله سبحانه: يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، وقلت: هل هنالك إلا مسود الوجه أو مبيضه، وهم رحمك الله وإن كانوا كذلك، وعلى ما ذكر الله سبحانه من ذلك فهم فرق أصناف بينهم في أحوالهم اختلاف فمنهم مؤمن وفاسق ومشرك ومنافق وقاتل وقاذف وسارق وتنزيل الآية فيما سألت خاص غير عام لأنه ليس كل من يسود وجهه يقال له: كفرت بعد الإيمان لأن في النار من فرق الكفار من لم يكن مؤمنا قط في دنياه ولم يزل على كفره فيها وعماه فكيف يقول لأولئك: أكفرتم بعد إيمانكم، أليس هذا عندك من أزور الزور وأبهت البهتان وأبيضاض الوجوه هنالك فإنما هو سرورها وبهجتها وأسوداد الوجوه إنما هو حزنها وحسرتها، والقول في هذا يومئذ من القائلين فإنما هو لمن كفر بعد إيمانه برب العالمين.
وسألت عن قوله: لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم، والكتاب رحمك الله فقد يكون من الله علم ويكون إيجابا من الله علم ويكون إيجابا من الله فكتب في هذه الآية عليهم إنما هو علم منهم، وفيهم وليس معنا كتب يكون معنا فرض ووجد فيما ذكر من هذه الآية، ومثلها ولكنه خبر عن إحاطة علمه بالأشياء كلها، وقد قال غيرنا من أخوانك يغير ما قلنا به في الآية من جوابك فأما ما يقول به من ليس يعلم فليس يسع مؤمنا به جواب ولا تكلم.
Página 21