الأصبع، وربما رضي، في الغالب، بتسمية النوع ولم يعرب عن المسمى، ونثر شمل الألفاظ والمعاني، لشدة ما عقده نظمًا.
فيا دارها بالخيف إن مزارها ... قريب ولكن دون ذلك أهوال
فاستخار الله مولانا الناصري، المشار إليه، ورسم لي بنظم قصيدة أطرز حلتها ببديع هذا الالتزام، وأجازي الحلي برق السحر الحلال، الذي ينفث في عقد الأقلام، فصرت أشيد البيت فيرسم لي بهدمه.
وخراب البيوت، في هذا البناء صعب على الناس، ويقول: بيت الصفي أصفى موردًا، وأنور اقتباسًا. فأسن كل ما حده الفكر؛ وأراجعه ببيت له على المناظرة طاقة، فيحكم لي بالسبق وينقلني إلى غيره، وقد صار لي فكرة إلى الغايات سباقة. فجاءت بديعية هدمت بها ما نخته الموصلي، في بيوته من الجبال، وجاريت الصفي١ مقيدًا بتسمية النوع، وهو من ذلك محلول العقال، وسميتها: تقديم أبي بكر، عالمًا أن لا يسمع من الحلي والموصلي في هذا التقديم مقال.
وكان المشار إليه، عظم الله شأنه، هو الذي مشى أمامي وأشار إلى هذا السلوك وأرشد، فاقتديت برأيه، وهل يقتدي أبو بكر بغير محمد؟
_________
١ يقصد صفي الدين الحلي.
1 / 18