68

Peligros del alma

خطرات نفس

Géneros

وقد يقول لك أحيانا على نحو ما يقول بعض علماء النفس والاجتماع: إن حياة الجماعة قد تقتضي في كثير من شئونها بالضرورة أن ينزل الإنسان عن بعض شخصيته ويرائي ويداجي، لكن يفوته أنه ينبغي للإنسان ألا يقنع بكل ما في هذه الحياة الاجتماعية على ما هو عليه، ولكن يجب على الإنسان الرفيع أن ينظر إلى الحياة على ما ينبغي أن تكون عليه.

قد يكون من أخلاق البهائم أن تسير على السبيل المطروق، وتنتحي النحو المهيأ، لكن من خلق الإنسان الممتاز أن يستكشف في حياته سبلا غير التي تألفها الجماعات والأحشاد المنحطة، وأنه يرى في أفق هذا السبيل كوكب الكمال متلألئا لامعا.

حياة الإنسان هي شخصيته، وشخصية الإنسان هي مجموعة ما انطوت عليه نفسه من آراء، ومشاعر، ودرجات من النشاط، وحياة الإنسان هي غاية لنفسها وليست وسيلة لشيء مجمع على حقيقته في هذه الحياة.

فلماذا إذن يغير الإنسان ما في نفسه من أفكار لأفكار أخرى؟ ولماذا يستبدل بعواطفه التي تشبعت بها سجيته عواطف أخرى، ولماذا يزيف إرادته التي تلتئم وطبيعته وعواطفه ويتخذ إرادة مغايرة لها؟

أيها المنافقون: اعملوا على أن تظهروا على حقيقتكم، وكونوا كما أنتم، وعيشوا بوجدانكم، فذلك أحرى بأن يجعل لكم من الحياة حياة، وإلا فالنفاق يجعل بعض العمر نوعا من الموت، هو أحط أنواع الموت لو كنتم تعقلون.

صورة من صور التقلب

«مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء»

القاهرة في 12 من ديسمبر سنة 1925

زيد من الناس قد يكون ربعة القوام، يضرب لونه إلى الطين الطفلي، وقد يكون طويلا أو قصيرا، قاتم اللون أو أقرب إلى الدكنة، وقد يكون أبيض، وقد يكون على كل لون شئت، أو من أي مقياس؛ لأن نوع المتقلبين عديد الأشخاص كثير الوجوه.

لكن زيدا نبيه، يفهم ما يلقى إليه سريعا، ظريف؛ لأنه متناسب الخلقة والوضع، وقلما تغادر شفتيه الابتسامة الوديعة الهادئة. ليس بالمشغوف بالأدب، وهو على ذلك يحرص على حفظ أبيات من الشعر وبعض أمثال، وكلها لا يعدو المعنى الذي تستطيع أن تخرجه من ذلك الشطر: «ودر مع الدهر كيف دارا» فكأن الأصل في فلسفة زيد هذا وثقافته أن يعلم المرء كيف يتقلب ويدور. •••

Página desconocida