============================================================
يا محمد، فدعا له فخلص، وحلف أن لا يدل عليه أحدا، فرجع فلقيه الكفار يطلبونه، فقال: ارجعوا؛ فقد استبرأث لكم.
ثم مؤوا بخيمة آم معبد فاستسقوها لبنأ، فقالت: ما عندي. فنظر المصطفى إلى شاة في كسر(1) الخيمة فقال: "ما هذه ؟" قالت: شاة أضر بها الجهد، وما بها لبن. فمسح ضرعها، فحلبت وشربوا.
وسافر حتى وصل إلى قباء (2) يوم الإثنين من ربيع الأول، فأقام بها أربعا، ثم رحل يوم الجمعة فصلى بمسجد الجمعة، وهي أول جمعة صلاها، ثم ارتحل للمدينة فبركث ناقته بمحل مسجده الآن، فنزل بدار أبي أيوب حتى بني مسجده ومنازل زوجاته، وبنى صحبه حوله.
وكانت المدينة كثيرة الوباء فزال، ونقل الله منها الحمى إلى الجخفة(3) فأقام بها شهرا ثم نزل عليه إتمام الصلاة أربعا، وأقام من ربيع الأول إلى صفر ني مسجده.
وفي هذا العام كان ابتداء الأمر بالأذان.
وفي الثاني: فرض الضوم، وزكاة الفطر والمال، وحولت القبلة للكعبة، وغزا بدرا.
وفي الثالث: أحدا.
والرابع: بني النضير، وقصرت الضلاة، وحروم الخمر، وشرع التيئم، وصلاة الخوف.
والخامس: الخندق، وبني قريظة والمضطلق.
والسادس: غمرة الحديبية، وبيعة الوضوان، وفرض الحج.
(1) كشر الخيمة: أي جانبها. ولكل بيت كسران عن يمين وشمال. وتفتح الكاف وتكسر.
النهاية (كسر).
(2) قياء: قرية على بعد ميلين من المدينة . معجم البلدان 302/4 .
(3) الجحفة: قرية كبيرة على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل، وهي ميقات أهل مصر والشام. معجم البلدان 111/2.
Página 27