============================================================
الثالث: خلوة لدفع الوخشة من مخالطة غير الجنس والشغل بما لا يعني.
الرابع: خلوة لطلب زيادة توجد فيها.
وخلوة حضرة الرسالة من النوع الأول، فكان بعيدا من المخالطات حتى من الأهل والمال، واستغرق في بحر الأفكار القلبية فانقطع عن الأضداد بالكلئة، وظهر له من الأنس والجلوة، بتذگر من له الخلوة، ولم يزل في ذلك الأنس، ومرآة الوحي تزداد، من الصفاء والصقال حتى بلغ أقصى درجات الكمال والمراد، فظهرت تباشير صبح الدجى وأشرقت، وانتشرث بروق السعادة وتألقث، وصار لا يمؤ بشجر ولا حجر إلأ قال بلسان فصيح: السلام عليك يارسول الله. فينظر يمينا وشمالا، فلا يرى شبحا ولا خيالا.
فبينما هو كذلك - وذلك عند مضي أربعين عاما من غمره - قائم على جبل حراء إذظهر له شخص، فقال: أبشزيا محمد، أنا جبريل وأنت رسول الله لهذه الأمة. ثم أخرج له قطعة نمط من حرير مرصعة بجوهر، فوضعها في يده، وقال: اقرأ. فقال: "ما أنا بقاري". فضمه وغطه حتى بلغ منه الجهد، ثم قال: اقرأ. فقال: "ما أنا بقارئ" . فغطه كذلك ثلاثا، ثم قال: اقرأ بأسو رتك ألذى خلق للن خلق الانسن من علقي ({) اترأورتك الاگرم () الذى علر بالقله () عل الإنسن ما لريا) [العلق: 1-5) ثم قال: انزل من على الجبل . فتزل معه إلى الأرض فأجلسه على دزنوك (1) أبيض، وعليه ثوبان أخضران، ثم ضرب برجله الأرض، فنبعت عين ماء فتوضا جبريل، وأمره أن يفعل كفعله، ثم أخذ كفا من ماء فرش به وجه الرسول، ثم صلى به ركعتين، وقال: الصلاة هكذا. وغاب.
فرجع إلى مكة وقص على خديجة رضي الله عنها وقال: "قد خشيت على نفسي" فثبتته، وصدقته، فكانث أول من آمن.
ثم أتت به ورقة بن نوفل فقص عليه ما رأى، فصدقه، فكان أول رجل آمن به، وقال: هذا الناموس الذي أنزل على موسى عليه السلام، ليتني أكون حياإذ (1) الثرنوك: ضرب من البسط له خمل قصير. التاج (درنك) :
Página 24