إليك علوم العقل منظومة على .... تراتيبها فاتبع بها الرسم بالقلم
فعلم بحال النفس ثم مشاهد .... بديهتها والحصر في سائر القسم
تعلق فعل ثم قصد مخاطب .... جلي أمور فاستمع نظم من نظم
وثامنها علم اختبار وتاسع .... به ميز الإحسان عن ظلم من ظلم
وآخرها علم التواتر رتبة .... بها كمل المقصود في حصرها وتم
ثم اختلف المتكلمون هل العلم بهذه العشرة هو نفس العقل، أم هو معنى آخر تدرك به قائم بالقلب، فالذي عليه صاحب الأساس قدس الله روحه ورواه عن جمهور أئمتنا عليهم السلام أنه معنى غيرها تدرك به فهو بمنزلة البصر في العين تدرك به المشاهدات، فكذلك العقل معنى في القلب تدرك به المعقولات، وحكي عن الإمام المهدي عليه السلام والمعتزلة: أنه نفس العلم بهذه العشر الضروريات، والأظهر الأول، لأنه يلزم على الثاني أن الإدراك بنفس القلب لا بالمعنى القائم بالقلب، فيكون بمثابة أن يكون الإدراك بنفس العين لا بالمعنى القائم بها، وهو خلاف المعلوم ولا طائل تحت الخلاف واستيفاء الحجج مذكور في المطولات.
Página 59