============================================================
عمله ، وقوله في قوله عز وجل وعنت الوجوه للحي القيوم(1) وقد خاب من حمل ظلما ظلم آل محمد هكذا أنزلت هذه الآية قال الله عز وجل : { ومن يعمل من الصالحات(2) وهو مؤمن} يعني الذي يعمل الصالحات وهو عارف بحقيقة الايمان ومعرفة العملين(3) جميعا، وقد بينا ذلك في موضعه، والمؤمن فهو الذي امن بسر الله وعرف حقائقه(4) ، ومعنى قول الله جل وعلا من ذكر وأنثى، أراد به الذكر الذي قد كبر عن النكاح فصار ذكرا لا ينكح ، والأنثى فهي تحتاج إلى النكاح ، فمن عمل من الجميع عملأ جوزي به فلا يخاف ظلما ولا هضما فيما تقدم بل كل ذلك(4) يجازى به ويبلغ إلى درجة من يعرف من عمل، وبيان هذا في معنى الباطن أن الذكر مثل الذي قد ارتفعت درجته في الدين وصار في حدود الدعاة وهو لا يحتاج إلى دعوة، لأن النكاح مثل الدعوة ، والأنثى مثل الذي لم ترتفع درجته ، فهو لا يستغني عن الدعوة واستماع العلم والتربية بالحكمة مادام في ذلك الحد حتى يرتفع حده، فيصير في حد الذي لا يدعى مثل الذكر الذي لا ينكح كما تقدم ذكره ، فقال : ومن يعمل من داع أو مؤمن فلا يضيع عمله ولا كفران لسعيه(1) عندالله ولا يخاف ظلما ولا هضما كما تقدم شرح ذلك.
قال الحكيم عليه السلام في قول الله عز وجل : { ومن أغرض عن ذكرى (7)
Página 83