============================================================
يعني تعلمون حدود الدين، وحقوق الأمانة في المستور(1)، لأنه ما يطلع على علم الباطن أحمد حتى يعرف بحقوقه وحدوده، وبالواجب من ستره وصيانته، فالأمانات مقامات الأئمة والأمانات أيضا فوائد علمهم الباطن . وقول الله عز وجل خائنة الأعين يعني خائنة الأئمة والحجج لأنهم أعين الله على خلقه في أسباب حقه، وخائنة ما تخفي الصدور يعني خائنة الأمانات من فوائد العلم الذي يخفيه صدور الأولياء كما قال. { لا تخونوا أمانا تكم} . وفي ذلك وجه آخر أن الله يعلم ما تخفي الصدور من الخيانة وإن لم تظهره(2) الأفعال . وفيه معنى آخر باطن الصدورهم الذين صدروا من البارىء إلى الخلق بأمره ليصدروا بهم إلى صراطه المستقيم هو طاعة الامام عليه السلام في كل عصر، فهم الصدور التي تخفي علم الله { والله يعلم ما تخفون وما تعلنون وهو عليم بهم وبغيرهم، وهم الأثمة صلوات الله عليهم آجمعين فمنهم الصامت عن الحكمة الباطنة الناطق بالسيف الظاهر، ومنهم الصامت عن السيف الظاهر الناطق بالحكمة الباطنة عليهم السلام . ونرجع إلى ما أردنا من شرح الحج وبياته، وإذ قد أخذنا في شرح الأئمة فلا بد أن نأتي على آخرها بعون الله وقوته وقد بينا الشهداء ونريد آن نأتي بمعنى الصالحين بصلاحهم مت الأشياء وصلحت، ومت الشرائع وهم أصحاب الدعوات التامات (2) حجج الله عز وجل على خلقه، ومن عند الأنبياء ثبتوا، وإليهم رجعوا، وعليهم عولوا، بأمر الله الذي قاموا به، والشهداء فهم الذين أشهدوهم خلق أتفسهم بالخلق الجديد(4) وهم أصحاب الدعوة إلى الحق الباطن، ألا ترى إلى قوله عز وجل:{ الذين آمنوا وعملوا الصالحات* أراد بهم أقاموا الصالحات. كما قال: * والباقيات الصالحات}. أراد بهم الماورائية الالهية السرمدية إلأ من كان صادق الايمان خالص النية من الاخوان الأبرار، والحدود الأخيار
Página 133