56

Desvelando Dos Equívocos

كشف الشبهتين

Investigador

عبد السلام بن برجس بن ناصر

Editorial

دار العاصمة

Número de edición

النشرة الأولى١٤٠٨هـ

وباليقين تدفع الشبهات، كما قال تعالى: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر: ٣] وقوله: ﴿وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ﴾ [صّ:٤٥] وفي بعض المراسيل "إن الله يحب البصير الناقد عند ورود الشبهات، ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات". فمن جادل عن أهل البدع فضلًا عن أهل الكفر بالله فقد خالف طريقة السلف الذين أمرهم الله بالصبر على أذى١ أعداء الله ورسوله: ﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ [فصلت:٣٥] وليس الصبر المحمود المأمور به أن يكون الإنسان مع أعداء الله، وأعداء رسله، ودينه دائمًا في تطلف وتملق، مع الإغضاء على ركوب المحارم، والإصرار عليها، والعلم اليقين أنهم على ما كانوا عليه في المعتقد، ثم يتلطف الشيطان له بأن يزين له أنه إذا ناصحه عما كان عليه تعذيرًا لهم، أنه قد صبر على الأذى، وعلى الدعوة إلى الله، ثم إذا كان من الغدِ٢ آكله وشاربه وانبسط إليه ففي المسند والسنن عن أبي عبيدة عن٣ عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: "إن من كان قبلكم إذا عمل العامل بالخطيئة جاءه الناهي تعذيرًا فإذا كان الغد جالسه، وواكله،

١ في الأصل "على أذاء". ٢ في الأصل "من الغد وآكله". ٣ في الأصل "عن أبي عبيدة ابن مسعود" وهو خطأ.

1 / 59