Revelación de lo que el Diablo Impuso

Ibn Hasan Al Shaykh d. 1285 AH
200

Revelación de lo que el Diablo Impuso

كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

Investigador

عبدالعزيز بن عبدالله الزير آل حمد

Editorial

دارا العاصمة للنشر والتوزيع

Número de edición

١١٩٣هـ

Año de publicación

١٢٨٥هـ

نبيه، وقوله: "يا محمد" هذا وأمثاله نداء يطلب به استحضار المنادى في القلب، كما يقول المصلي: "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته" والإنسان يفعل مثل هذا يخاطب من يتصوره في نفسه، وإن لم يكن في الخارج من يسمع الخطاب. فلفظ التوسل بالشخص فيه إجمال واشتراك، غلط بسببه من لم يفهم مقصود الصحابة: يراد به التسبب [به] (١) لكونه داعيًا وشافعًا مثلًا، أو لكون (٢) الداعي محبًا له، مطيعًا لأمره مقتديًا به، فيكون التسبب إما بمحبة السائل له واتباعه له، وإما بدعاء الوسيلة وشفاعته، ويراد به الأقسام به والتوسل بذاته، فلا يكون التوسل لا شيء منه، ولا شيء من السائل، بل ذاته (٣)، أو مجرد الأقسام به على الله، فهذا الثاني هو الذي كرهوه ونهوا عنه. ومن الأول حديث الثلاثة الذين –آووا إلى الغار، وهو في الصحيحين وغيرهما، فإن الصخرة انطبقت عليهم، فقالوا: "ليدع كل رجل منكم بأفضل عمله" (٤) وذكر الحديث، فهؤلاء دعوا الله سبحانه (٥) بصالح الأعمال، لأن

(١) ما بين المعقوفتين إضافة من: "م" و"ش" و"الاقتضاء". (٢) في جميع النسخ: "ليكون"، والمثبت من "الاقتضاء". (٣) في "الاقتضاء": "بل بذاته ... ". (٤) أخرجه البخاري في الإجارة باب من استأجر أجيرًا (ح/٢٢٧٢)، ومسلم في الذكر باب قصة أصحاب الغار الثلاثة (ح/٢٧٤٣) . (٥) سقطت من (المطبوعة): "سبحانه".

1 / 217