136

Revelación de lo que el Diablo Impuso

كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

Investigador

عبدالعزيز بن عبدالله الزير آل حمد

Editorial

دارا العاصمة للنشر والتوزيع

Número de edición

١١٩٣هـ

Año de publicación

١٢٨٥هـ

تقربوا إليه وحده دون غيره، فكيف يعبدونهم [من] (١) دونه؟ وقد أفصح سبحانه بهذا بعينه بقوله: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَه﴾ (٢)، أي: هؤلاء الذين تعبدونهم من دوني هم عبيدي، كما أنتم عبيدي يرجون رحمتي كما أنتم ترجون رحمتي، ويخافون عذابي كما تخافون أنتم عذابي فلماذا تعبدونهم من دوني؟ ومن ذلك قوله تعالى: ﴿هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِه﴾ (٣) فلله (٤) ما أحلى هذا الكلام، وأوجزه وأدله على بطلان الشرك، فإنهم إن زعموا أن آلهتهم خلقت شيئًا مع الله طولبوا بأن يروه إياه؛ وإن اعترفوا بأنها أعجز وأضعف وأقل من ذلك كانت إلهيتها باطلًا ومحالًا. وقال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلا ضَرّا﴾ (٥) الآية. فاحتج على تفرده بالإلهية بتفرده بالخلق، وعلى بطلان إلهية ما سواه بعجزهم عن الخلق، وعلى أنه واحد بأنه (٦) قهار والقهر التام يستلزم الوحدة، فإن الشركة تنافي تمام القهر.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَه﴾ إلى قوله: ﴿مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ

(١) ما بين المعقوفتين إضافة من: "الصواعق".
(٢) سورة الإسراء، الآية: ٥٧.
(٣) سورة لقمان، الآية: ١١.
(٤) في "م" و"ش": "فلله الحمد ... ".
(٥) سورة الرعد، الآية: ١٦.
(٦) في (المطبوعة): "باق.."وهو تحريف.

1 / 151