فقال محمد بهجت: كثيرون انتقلوا من مقاعد الحكم إلى أعماق السجون؟
ووقفت قرنفلة وراء الخوان وتساءلت: أين حلمي؟
ولكن أحدا منهم لم يجب فعادت تسأل بإلحاح وضيق: أين هو؟ ولم لم يحضر معكم؟
لم ينبس أحد بكلمة بل وتجنبوا النظر نحوها فهتفت: ألا تريدون أن تتكلموا؟
ولما لم تسمع صوتا صرخت: لا! ... لا!
تم مخاطبة إسماعيل: تكلم، قل أي شيء يا إسماعيل.
ثم تقوس ظهرها فوق الخوان كأنما تعاني تمزقا في بطنها، لبثت كذلك مدة في صمت شامل، ثم رفعت رأسها وهي تتمتم: الرحمة ... الرحمة يا أرحم الراحمين!
وأوشكت أن تنهار لولا أن تلقاها بين يديه عارف سليمان، ثم مضى بها إلى الخارج. عند ذاك قال إسماعيل الشيخ: قيل إنه مات في أثناء التحقيق.
وقالت زينب: هذا يعني أنه قتل.
كان الحزن - كالفرح - ينسى بسرعة في تلك الأيام. وقد قدمت العزاء لقرنفلة، ولكنها لم تفقه لكلامي معنى.
Página desconocida