بالفواحش وقد يفعلها الشيطان، وقد ينهاه عما أمر الله به من التوحيد والإخلاص الصلوات الخمس وقراءة القرآن ونحو ذلك، والشياطين تغوي الإنسان بحسب تطمع منه فإن كان ضعيف الإيمان أمرته بالكفر وإلا أمرته بما هو فسق أو عصية، وإن كان قليل العلم أمرته بما لا يعرف أنه مخالف للكتاب والسنة. وقد وقع في هذا النوع كثير من الشيوخ الذين لهم نصيب وافر من الدين والزهد والعبادة، لكن لعدم علمهم بحقيقة الدين الذي بعث به رسوله طمعت فيهم لشياطين حتى أوقعوهم فيما يخالف الكتاب والسنة، وقد جرى لغير واحد من صحابنا المشايخ يستغيث بأحدهم بعض أصحابه فيرى الشيخ قد جاء في اليقظة حتى قضى ذلك المطلوب، وإنما هي شياطين تتمثل للمشركين الذين يدعون غير لله، والجن بحسب الإنس: فالكافر للكافر والفاجر للفاجر والجاهل للجاهل، أما أهل العلم والإيمان فاتباع الجن لهم كاتباع الإنس يتبعونهم فيما أمر الله تعالى
به ورسوله، وقد حدثني بعض الثقات عن هذا الشخص - يعني ابن البكري الذي جوزفي كتابه الاستغاثة بالرسول ﷺ في كل ما يستغاث بالله - أنه كان يقول: أن النبي ﷺ يعلم مفاتح الغيب التي قال فيها النبي ﷺ: "خمس لا يعلمها إلا الله ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نفسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير﴾ " وأظنه ذكر عنه أنه قال: علمها بعد أن أخبر أنه لا يعلمها إلا الله. وآخر من جنسه يباشر التدريس وينسب إلى الفتيا كان يقول: إن النبي ﷺ يعلم ما يعلمه الله ويقدر على ما يقدر الله عليه، وإن هذا السر انتقل في ذرية الحسن إلى الشيخ أبي الحسن الشاذلي. وقالوا: هذا مقام القطب الغوث الفرد الجامع. وكان شيخ آخر معظم عند أتباعه يدعي هذه المنزلة ويقول إنه المهدي الذي بشر به النبي ﷺ، وأنه يزوج عيسى بابنته، وأن نواصي الملوك والأولياء بيده: يولي من يشاء ويعزل من يشاء. وأن الرب يناجيه دائما، وأنه الذي يمد حملة العرش وحيتان البحر. وقد عزرته تعزيرا بليغا في يوم مشهود بحضرة أهل المسجد الجامع يوم الجمعة بالقاهرة، فعرفه الناس وانكسر بسببه أشباهه من الدجاجلة. ومن هؤلاء من يقول: قول الله ﷾: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا
1 / 362