175

Discurso sobre la cuestión de la audición

الكلام على مسألة السماع

Editor

محمد عزير شمس

Editorial

دار عطاءات العلم (الرياض)

Edición

الثالثة

Año de publicación

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Ubicación del editor

دار ابن حزم (بيروت)

Géneros

الثاني: مَن استعملها فيما لم تُخلَق له، ولم يُخلَقْ (^١) لها، فهذا هو الذي خاب سعيه وخسرت تجارته، وفاته (^٢) رِضَى ربِّه عنه وجزيلُ ثوابه، وحصل على سخطه وأليم عقابه.
الثالث: مَن عطّل جوارحَه وأماتَها بالبطالة، فهذا أيضًا خاسرٌ أعظم خسارة، فإن العبد خُلِق للعبادة والطاعة لا للبطالة، وأبغض الخلق إلى الله البطَّال الذي لا في شغل الدنيا ولا في سعي الآخرة، فهذا كَلٌّ على الدنيا والدين.
فالأول كرجل أُقطِع أرضًا واسعةً، وأُعِين بآلاتِ الحرث والبذار (^٣)، وأُعطي ما يكفيها لسقيها، فحرثَها وهيّأها للزراعة، وبذَرَ فيها من أنواع (^٤) الغلال، وغَرَسَ فيها من أنواع الثمار والفواكه المختلفة الأنواع، ثم لم يُهمِلها، بل أقام (^٥) عليها الحرسَ وحصَّنها (^٦) من المفسدين، وجعل يتعاهدها كل يوم فيصلح ما فسدَ منها، ويَغرِس عوضَ ما يَبِسَ، ويَنفِي دغلَها، ويقطع شَوكَها، ويستعين بمغلّها على عمارتها.

(^١) ك: "ولم يطلق".
(^٢) ع: "وفات".
(^٣) ع: "والبذر". والمثبت من الأصل، ك.
(^٤) "من أنواع" ليست في ع.
(^٥) في الأصل: "أقوام" تحريف.
(^٦) الأصل: "وحفظها".

1 / 113