رق لي من مدامع ليس ترقا
وارث لي من جوانج ليس تهدا!
أتراني مستبدلا بك ما عش
ت بديلا أو واجدا منك ندا؟
حاش لله! أنت أفتن ألفا
ظا وأحلى شكلا وأحسن قدا!
ولا نزاع في أن أبا عبادة قد استوحى بوجدانه مثالا من الحسن عزيزا لديه في صوغ هذه الأبيات الوصفية الرشيقة الجميلة، وإن جاءت استهلالا لقصيدة مدح، فالعاطفة غالبة عليها.
وهناك ضروب أخرى من الموسيقى الشعرية، ولكنها جميعا لا تفتعل؛ بل تواتي الشاعر مواتاة في اختيار ألفاظه، وتشكيل مقاطعها ونبراتها. وشتان بين ذلك وبين النظم الرنان الأجوف الذي ينادي أصحابه بأنه هو هو الشعر، وكل ما عداه مما لم يملأ الأفواه نطقا، والآذان دويا، فليس من الشعر الصحيح في شيء؛ بل هو أمثلة للركاكة اللفظية والتفاهة! وأمثال هؤلاء السادة تنحصر ثروتهم الموهومة في الرقة البيانية، وفي محفوظ الكلمات التقليدية، وفي المعاني المكرورة التي سئمها الدهر. وقد أفسدوا بافتتانهم الصناعي حتى الشعر الغنائي، ولشعورهم بهذا الفقر لا يتورعون عن الإساءة بتفسيرهم المريض لآرائنا النقدية، ولاتجاهاتنا الجديدة، ومنها ما يتجلى في قصائد هذه المجموعة التي أهديها على صغرها إلى أنصار الفن البصير الطليق وأعداء العبودية والأمية.
ضاحية المطرية
في 25 يناير سنة 1935
Página desconocida