Jurisprudential Provisions of Waqf

Group of Authors d. Unknown
46

Jurisprudential Provisions of Waqf

مدونة أحكام الوقف الفقهية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٧ م

Géneros

ابن جبير الأندلسي أيضًا أنه كان في الإسكندرية ما بين اثني عشر ألف مسجد وثمانية عشر ألفًا (^١). وتؤكد المصادر المكتوبة والحفريات الأثرية أن العباسيين أَوْلَوا الحرمين الشريفين عنايتهم؛ فكثرت أعمالهم الخيرية فيهما، وازداد عدد أوقافهم المرصودة لهما، فيذكر الطبري أنه منذ قيام الدولة العباسية حرص خلفاء بني العباس على وقف الأوقاف الخادمة للحجاج؛ من سُبل للماء، وخانات الاستراحة الحجيج، وعلامات ترشدهم للطريق، فيذكر أن أبا العباس السفاح عندما تولى الخلافة (١٣٢ - ١٣٦ هـ/ ٧٥٠ - ٧٥٤ م) قام في عام ١٣٤ هـ/ ٧٥٢ م بضرب المنار من الكوفة إلى مكة، ووضع الأميال لإرشاد الحجاج والمسافرين، وحفر الآبار، وأقام البرك والخزانات والخانات وقفًا على إقامة المسافرين وراحتهم (^٢). وعندما أسَّس أبو جعفر المنصور (١٣٦ - ١٥٨ هـ/٧٥٤ - ٧٧٥ م) عاصمته بغداد عام ١٤٥ هـ/٧٦٣ م؛ أمر ببناء المساجد والحمامات في كل الأرباض، والأسواق والدروب بما يكفي الناس، وجعل المسجد الجامع بجوار قصره (^٣)، كما قام ببناء مسجد الخيف في منى. وقام الخليفة المهدي (١٥٨ - ١٦٩ هـ/ ٧٧٥ - ٧٨٥ م) بتوسعة المسجد الحرام، وهو أول من جعل الكعبة في الوسط، وجعل مساحته ١٢٠ ألف ذراع، وجعل فيه ٢٣ بابًا و٤٩٨ طاقًا، وجلب له من مصر ٤٨٠ اسطوانة، كما كسا الكعبة، ودهن جدارها بالعنبر والمسك، كما قام بتوسعة المسجد النبوي وحمل إليه أعمدة الرخام والفسيفساء والذهب، ورفع سقفه، وألبس القبة من الخارج بالرخام، وفي عام ١٦١/ ٧٧٩ م أمر بعمارة طريق الحج عن طريق وضع علامات يستدل بها المسافرون، وعمل برك ماء على طول الطريق (^٤).

(^١) انظر: رحلة ابن جبير، ابن جبير، دار بيروت للطباعة والنشر، ١٩٧٩ م، ٢١٥. (^٢) انظر: الماء في الفكر الإسلامي والأدب العربي، محمد بن عبد العزيز بنعبد الله، ٤/ ١٤١. (^٣) انظر عن مدينة بغداد: دراسات في تاريخ المدن العربية الإسلامية، عبد الجبار ناجي، مطبعة جامعة البصرة، ١٩٨٦ م، ٢٧١ - ٢٨٥. (^٤) انظر: المرشد الوجيز، د سلامة البلوي، ٣٠٦، وتاريخ الأمم الإسلامية (الدولة العباسية)، محمد الخضري بك، دار المعرفة، بيروت، د ت، ٨٧.

1 / 61